استمع إلى المقال

على ما يبدو أن الربع الثالث لعام 2022 لم يكن الأفضل بالنسبة للشركات المصنّعة للهواتف الذكية حول العالم، فقد انخفض سوق الهواتف الذكية العالمي بنسبة 12 بالمئة على أساس سنوي حتى مع نموه بنسبة 2 بالمئة على أساس ربع سنوي ليصل إلى 301 مليون وحدة في الربع الثالث من عام 2022.

لم يكن الأمر متعلقا بالربع الثالث على وجه الدقة، وإنما وضع السوق لم يكن جيدا منذ بداية العام تقريبا، حيث لم يتمكن سوق الهواتف الذكية من بيع أكثر 294.5 مليون هاتف في الربع الثاني من عام 2022، ولكن بفضل شركتي “سامسونج” و”أبل” وصلت المبيعات خلال الربع الثالث إلى 301 مليون وحدة، ولكن بشكل عام لم يكن البيع ضمن المستوى المرجو في قطاع الهواتف الذكية؛ بسبب الاضطرابات المالية وعدم الاستقرار الاقتصادي، والذي أثّر سلبا على معنويات المستهلكين.

الشركاتربع 4 2020ربع 1 2021ربع2 2021ربع3 2021ربع4 2021ربع1 2022ربع2 2022ربع3 2022
سامسونج16%22%18%20%19%23%21%21%
آبل21%17%15%14%22%18%16%16%
شاومي11%14%16%13%12%12%13%13%
أوبو9%11%10%11%9%9%10%10%
فيفو8%10%10%10%8%8%9%9%
أخرى35%26%31%32%30%30%31%31%
الحصة السوقية لشحنات الهواتف الذكية العالمية (بالمئة)
شركاتربع4 2020ربع1 2021ربع2 2021ربع3 2021ربع4 2021ربع1 2022ربع2 2022ربع3 2022
سامسونج62.576.657.669.369.074.562.564.3
أبل81.959.548.948.081.559.046.549.2
شاومي43.048.552.544.445.039.039.540.5
أوبو34.03833.638.133.930.928.229.5
فيفو33.435.532.533.729.324.825.226.0
اخرى139.896.898.0108.5112.798.192.392.4
المجموع394.6354.9323.1342.0371.4326.4294.5301.9
شحنات الهواتف الذكية العالمية (بالملايين)

قد يهمك: انخفاض شحنات أجهزة الكمبيوتر عالميا.. ما الأسباب؟

هواتف “أبل”

شحنت “أبل” 49 مليون جهاز آيفون في جميع أنحاء العالم، بزيادة 2 بالمئة على أساس سنوي، مقابل 16 بالمئة من حصتها في الأسواق العالمية في الربع الثالث من عام 2022. هذه هي أعلى حصة سوقية في الربع الثالث لشركة “أبل” على مدار الاثني عشر عاما الماضية، على حساب العلامات التجارية الصينية الرائدة التي يعوّقها أداء بطيء في كل من الأسواق المحلية والخارجية. شهدت شركة “أبل” ربعا جيدا، بفضل “آيفون برو 14″ و”برو ماكس” اللذين تم إطلاقهما حديثا، بينما ظل الطلب على “آيفون 14” ضعيفا بعض الشيء.

مع خروج “أبل” و “سامسونج” من السوق الروسية؛ بسبب العقوبات المفروضة نتيجة الحرب الأوكرانية، تمكنت بعض الشركات الصينية مثل “شاومي” و”أوبو” و”فيفو” من تحقيق بعض النمو، على الرغم من أن الصين قد أغلقت مرات عديدة خلال العام؛ بسبب انتشار الوباء “كوفيد-19”.

أدى استثمار هذه الشركات الصينية في السوق الروسية إلى زيادة بسيطة في المبيعات، ولكن بالنسبة لشركة “أبل” فإنها تتوقع المزيد من المبيعات خلال الربع القادم، خصوصا مع وصول سلسلة هواتف “آيفون 14” إلى المستهلكين جميعهم.

شركة “سامسونج”

برزت “سامسونج” كشركة رائدة من حيث شحنات الهواتف الذكية العالمية بحصة سوقية تبلغ 21 بالمئة، وتمكنت من الاحتفاظ بمكانتها الأولى من خلال تعزيز سلسلة هواتفها الذكية “Galaxy A” المنخفضة التكلفة، وبالرغم من انخفضت شحنات سامسونغ بنسبة 8 بالمئة على أساس سنوي، لكنها نمت بنسبة 5 بالمئة على أساس ربع سنوي، وتمكنت من بيع 64 مليون هاتف ذكي خلال الربع الثالث من عام 2022، وذلك بفضل مبيعات هاتفي “أن Z Fold 4″ و” Z Flip 4 اللذين تم إطلاقهما حديثا يساعدان الشركة على تعزيز ريادتها في القطاع الهواتف القابل للطي.

الشركات الصينية

كل من “شاومي” و”أوبو” و”فيفو” تعافى بشكل طفيف بعد تعرضهم لانكسارات عديدة؛ بسبب الإغلاق في الصين في الربع الثاني من هذا العام، كما استحوذوا على المزيد من السوق التي تنازلت عنها “أبل” و “سامسونج” من روسيا.

كان ترتيب “شاومي و”أوبو” و”فيفو” في المركز الثالث والرابع والخامس على التوالي ضمن علامات تجارية عالمية للهواتف الذكية حسب الإنتاج للربع الثالث / 2022، وتشمل “شاومي” علاماتها التجارية الفرعية “ريدمي” و”بوكو” و”بلاك شارك”؛ وتشمل “أوبو” “ريلمي” و”ون بلس”؛ و”فيفو” أيضا تتضمن سلسلة هواتف “iQoo” من بينها.

شركة “شاومي” حافظت على نفس حجم إنتاجها مقارنة بالربع الثاني من هذا العام، وحتى لدى مقارنتها بالربع الثالث من العام الماضي، فيما سجل الاثنان الآخران انخفاضا ربع سنويا.

سبب ذلك الانخفاض يعود بحسب بعض المحللين إلى الضغط لتصحيح المخزون الزائد، وعمليات الإغلاق المتقطعة بسبب سياسة “صفر كوفيد” المتّبعة من قبل الحكومة الصينية للقضاء على فيروس “كوفيد-19” في السوق المحلية مما سبب تباطؤ في النمو الاقتصادي.

من المتوقع أن تسجل هذه العلامات التجارية الصينية الثلاث نموا ثابتا في الغالب في إنتاج الأجهزة في الربع الرابع من هذا العام، ولكن يتعين عليهم التركيز على التوسع الخارجي مع الاحتفاظ بحصصهم في السوق المحلية.

قد يهمك: الاحتجاجات تتسع.. سياسة “صفر كوفيد” تقصم ظهر الصين اقتصادياً وتكنولوجيا؟

أسباب انخفاض شحنات الهواتف

وفقًا لأحدث الأبحاث من خدمة “Counterpoint’s Market Monitor“، فقد أدت التوترات السياسية الدولية المستمرة والطلب البطيء وتراكم المخزون إلى قيام البائعين بإعادة تقييم استراتيجيات محفظتهم على نحو سريع لبقية عام 2022، وبالرغم من وجود زيادة إنتاج طفيفة (301 مليون وحدة) في الربع الأخير بفضل الانتعاش الفصلي في شحنات “أبل” و “سامسونج” يبقى التخبط الاقتصادي في سوق الهواتف الذكية هو سيد الموقف.

ليندا سوي، المدير الأول في شركة “Strategy Analytics”، أوضحت بأنها تتوقع انخفاض شحنات الهواتف الذكية العالمية بنسبة 9 بالمئة إلى 10 بالمئة على أساس سنوي في عام 2022 بأكمله.

المشكلات الجيوسياسية، وتراجع الاقتصاد، ونقص الطاقة وارتفاع الأسعار، وتقلب أسعار الصرف، واستمرار الإضرابات في الصين بسبب “كوفيد-19″، سيزيد في إضعاف طلب المستهلكين خلال الربع الأخير من عام 2022 الحالي، وستستمر كل هذه الاضطرابات إلى النصف الأول من العام المقبل أيضا، قبل أن يهدأ الوضع في النصف الثاني من عام 2023.

محاولات صينية

وفقًا لشركة أبحاث السوق “TrendForce” في محاولة الشركات الصينية من الهروب من تداعيات النزاع بين الولايات المتحدة والصين، قامت العلامات التجارية للهواتف الذكية الصينية بدعم وتعزيز سلسلة التوريد المحلية من خلال تطوير رقائقها الخاصة.

“شاومي” على سبيل المثال، طورت معالج “Pengpai S1” المحمول، وشريحة معالجة الصور “Pengpai C1″، وشريحة الشحن السريع 120 واط “Pengpai P1″، وكما كشفت “أوبو” أيضًا عن معالج إشارة صورة منفصل (ISP) يدعى “MariSilicon X “.

أما بالنسبة لشركة “فيفو”، فقد أطلقت شرائح “V1″و ” V2″ كحلول لتحسين خوارزمية معالجة الصور في كاميرا الهاتف الذكي.

شركة “TrendForce” تعتقد أنه بينما تستخدم العلامات التجارية الصينية الرقائق الداخلية لرفع قيمتها السوقية، فإن هدفها الأكثر أهمية هو تقوية سلسلة التوريد المحلية حيث ما تزال الصين والولايات المتحدة تخوضان منافسة جيوسياسية متصاعدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.