استمع إلى المقال


العديد من الصناعات تعرضت للضرر بسبب تفشي فيروس “كوفيد-19” في بداية العام 2020، لكن في المقابل، هناك بعض القطاعات الصناعية استفادت بشكل كبير من هذا الوباء، وكان قطاع أجهزة الكمبيوتر أحد أكثر المستفيدين من ضمن هذه القطاعات. ولكن على ما يبدو، أن الأمور قد تغيرت بشكل كبير في الأشهر الماضية.

 وفقا لتقرير صادر عن شركة “Gartner”، وهي شركة أبحاث واستشارات تكنولوجية، قد بلغ إجمالي شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية العالمية 68 مليون وحدة في الربع الثالث من عام 2022، بانخفاض قدره 19.5 بالمئة على أساس سنوي. هذا هو أكبر انخفاض خلال تسع سنوات والربع الثاني على التوالي من الانخفاض، وبلغ إجمالي شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية 72 مليونا في الربع الثاني، مسجلة انخفاضا بنسبة 12.6 بالمئة على أساس سنوي أيضا.

في هذا الصدد، قال ميكاكو كيتاجاوا، مدير المحللين في شركة “Gartner”، إن نتائج هذا الربع تمثل تباطؤا تاريخيا لسوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وبالرغم من انخفاض اضطرابات سلسلة التوريد، فقد أصبح المخزون المرتفع الآن مشكلة رئيسية؛ نظرا لضعف الطلب على أجهزة الكمبيوتر في كل من أسواق المستهلك والأعمال.

المبيعات المرتبطة بفترة العودة إلى المدارس انتهت بنتائج مخيبة للآمال، بالرغم من العروض الترويجية الهائلة وانخفاض الأسعار، وذلك بسبب نقص حاجة المستهلكين الذين اشتروا أجهزة كمبيوتر جديدة في العامين الماضيين، بسبب عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي العالمي، الذي سبب مزيدا من الإنفاق الانتقائي على تكنولوجيا المعلومات.

الشركاتربع ثالت 22 شحنات  (مليون)ربع ثالث 22 الحصة السوقية بالمئةربع ثالث 21 شحنات  (مليون)ربع ثالث 21 الحصة السوقية بالمئةنسبة النمو بالمئة
Lenovo17,11425.220,21523.9-15.3
HP12,70618.717,62220.9-27.9
Dell12,02117.715,23318.0-21.1
Apple5,7958.56,8668.1-15.6
ASUS5,5598.26,0077.1-7.5
Acer4,4946.66,0367.1-25.6
اخرى10,30615.212,46814.8-17.3
المجموع67,996100.084,446100.0-19.5
جدول مقارنة بين الربع الثالث لعام 2022 والربع الثالث لعام 2021 مع نسبة النمو لشحنات والحصة السوقية لأجهزة الكمبيوتر عالميا

المنافسة بين الشركات

الشركات العملاقة في صناعة الكمبيوترات عانت أكثر من غيرهم بسبب انخفاض الطلب على أجهزة الكمبيوتر، على سبيل المثال، كان أكبر ثلاثة صانعي أجهزة كمبيوتر لديهم أكبر خسارة طوال الأشهر الماضية، على الرغم من حقيقة أن ترتيبهم لم يتغير كثيرا.

  • شركة “لينوفو” مثلا، لا تزال الشركة الرائدة في سوق الكمبيوترات الشخصية، مع زيادة حصتها في السوق في الربع الثالث من عام 2022 إلى 25.2 بالمئة، على أساس سنوي، وبالرغم من ذلك سجلت “لينوفو” انخفاضا بنسبة 15.3 بالمئة في المبيعات.
  • شركة “HP” بقيت محافظة على مكانتها كثاني أكبر شركة من حيث حصتها في السوق. تمتلك “HP” الآن 18.7 بالمئة من حصة السوق، لكنها تمكنت من بيع 12.7 مليون وحدة فقط تقريبا، وسجلت “HP” انخفاضا بنسبة 27.9 بالمئة على أساس سنوي في المبيعات في الربع الثالث.
  • شركة “Dell” قلّصت من فرق حصتها في السوق مع “HP”، مسجلة نموا سنويا في سوق أجهزة الكمبيوتر المكتبية في جميع المناطق باستثناء منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وبالرغم من ذلك، فقد انخفضت شحنات أجهزة الكمبيوتر المحمول من “Dell” في المناطق جميعها باستثناء اليابان.

 “أبل” واختلاف البيانات

هناك اختلافات شاسعة في بيانات ثلاث شركات حول الحصة السوقية ونسبة نموها في الربع الثالث لهذا العام بالنسبة لشركة “أبل”، في حين أن النظرة الإجمالية حول الشركات الأخرى لم تختلف تقريبا بين الجميع، فقد أبلغت شركة “IDC” عن زيادة بنسبة 40.2 بالمئة في حصة “أبل” في الربع الثالث من الأسواق، بينما ذكرت شركة “Canalys” زيادة طفيفة بنسبة 1.3 بالمئة، في حين شركة “Gartner”، قررت أن “أبل” شهدت انخفاضا في حصتها بنسبة 15.6 بالمئة.

قد يهمك: الجيل “زد” ودوره المحوري في رقمنة الشرق الأوسط

هذا الاختلاف في البيانات قد يشير إلى أن حصة سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية ربما كانت دائما مقياسا غير مؤكد إلى حد ما. ومن شبه المؤكد أن هذه الاختلافات تعكس مدى صعوبة التنبؤ باتجاه السوق العالمية، وذلك لعدة أسباب وضغوطات لعبت دورا كبيرا في هذا التخبط، منها عدم الاستقرار الجيوسياسي المستمر الناجم عن الحرب الروسية الأوكرانية، واضطرابات سلسلة التوريد، وسياسة الحزب “الشيوعي” الحاكم في الصين فيما يخص “صفر كوفيد” في محاربة فيروس “كوفيد-19″، والتي أدت إلى إغلاق أكبر المدن الصناعية في الصين وتأثيراتها العالمية.

آمال ضائعة على “ويندوز 11”

لم يكن لنظام “ويندوز 11″، الذي تلقى مؤخرا تحديثه السنوي الأول منذ إطلاقه في تشرين الأول/أكتوبر 2021، أي تأثير ملموس على مبيعات أجهزة الكمبيوتر الجديدة، كان السوق مقيدا بالعرض فقط، لذلك كان الناس يشترون أجهزة الكمبيوتر بغض النظر عن نظام التشغيل.

 يبدو أن اعتماد “ويندوز 11” قد توقف في وقت سابق من هذا العام. ووصل نظام التشغيل إلى الاستخدام الإجمالي حول العالم بنسبة 19.4 بالمئة في آذار/مارس، بزيادة أكثر من 10 بالمئة منذ بداية كانون الأول/ديسمبر 2021، ووفقا لتقرير لشركة “AdDuple” إنه بحلول شهر آب/أغسطس، وصل اعتماد “ويندوز 11” إلى 23.1 بالمئة من الأجهزة حول العالم، و3.5 بالمئة فقط من أجهزة الكمبيوتر الحديثة التي تعمل بنظام “ويندوز” تمت ترقيتها إلى “ويندوز 11” في الشهرين الماضيين.

نظرة إقليمية

بحسب شركة ” Gartner ” فقد انخفض سوق أجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة بنسبة 17.3 بالمئة في الربع الثالث من عام 2022، وهو الربع الخامس على التوالي من انخفاض الشحنات على أساس سنوي.

مدير المحللين في “Gartner”، ميكاكو كيتاجاوا، أوضح بأن التضخم هو أكبر مصدر قلق في السوق الأميركية، لكن الشركات الصغيرة تظهر تفاؤلا نسبيا بشأن ظروف الاقتصاد العام، وفي الوقت الذي انخفض فيه الطلب على أجهزة الكمبيوتر المحمول بين الشركات الكبيرة بشكل حاد في الربع الثالث من عام 2022، لم تُظهر الشركات الصغيرة والمتوسطة انخفاضا حادا.

شركة “Dell” احتلت المرتبة الأولى في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الولايات المتحدة على أساس الشحنات بحصة سوقية بلغت 26.8 بالمئة، بينما تبعتها “HP” بحصة 23.2 بالمئة

الشركةربع ثالث 22 الشحنات (مليون)ربع ثالث 22 الحصة السوقية بالمئةربع ثالث 21 الشحنات (مليون)ربع ثالث 21 الحصة السوقية بالمئةالنسبة المئوية بين ربع ثالث 21-22
Dell4,68726.85,62126.6-16.6
HP4,05123.25,28425.0-23.3
Apple2,79816.02,96914.1-5.8
Lenovo2,75415.83,56916.9-22.8
Acer1,0075.81,3206.2-23.7
أخرى2,17912.52,36711.2-8.0
مجموع17,475100.021,131100.0-17.3
جدول مقارنة بين الربع الثالث لعام 2022 والربع الثالث لعام 2021 مع نسبة النمو لشحنات والحصة السوقية لأجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة

سوق أجهزة الكمبيوتر في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، انخفض بنسبة 26.4 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثالث، حيث وصل إلى 17 مليون وحدة فقط، وهو أكبر انخفاض بين جميع المناطق، وتجدر الإشارة إلى أن هذا هو الربع السلبي الثالث لسوق أجهزة الكمبيوتر في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بعد الطفرة في بداية الوباء.

قد يهمك: جهود المؤسسات لمجاراة تفضيلات “الجيل زد” التقنية – نموذج من دولة الإمارات

عوامل متعددة أدت إلى تدهور كبير في سوق أجهزة الكمبيوتر في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، منها الظروف الاقتصادية الصعبة بشكل عام، وتراجع طلب الأعمال والمستهلكين، وارتفاع مستويات المخزون. “بالإضافة إلى قيام العديد من بائعي أجهزة الكمبيوتر بإغلاق عملياتهم في روسيا في الربعين الأولين من هذا العام بعد فرض العقوبات على روسيا إثر غزوها لأوكرانيا، مما أثر سلبا على إجمالي الشحنات، وأصبح جليا بشكل خاص لدى مقارنتها بالأعوام السابقة.

بشكل عام، كان عام 2022 يمثل تحديا كبيرا لسوق أجهزة الكمبيوتر ويرى الخبراء أن السوق لن يتحسن قبل عام 2023. وبالنظر إلى التحديات المستمرة وضعف الطلب، فمن المرجح أن يشهد عام 2022 انخفاضا ملحوظا على أساس سنوي في شحنات أجهزة الكمبيوتر العالمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.