في الشهور الماضية، قامت الصين بالموافقة على طرح 40 نموذج ذكاء اصطناعي في مختلف المجالات، وذلك في محاولة منها لمواكبة التطور الكبير الحادث في قطاع الذكاء الاصطناعي ومحاولة اللحاق بالولايات المتحدة الأميركية في هذا القطاع، وذلك وفق بيان “رويترز”. 

قائمة النماذج تطول، ولكن في مقدمتها كانت نماذج اللغة العميقة المماثلة لتلك المستخدمة في “شات جي بي تي” و”بارد”، وهو ما تحاول بكين طرحه منذ فترة طويلة مع نموذج “إيرني” الذي طورته “بايدو” وفشلت في إطلاقه بشكل ناجح أو جذب الجمهور له. 

“شاومي” كانت في مقدمة الشركات التي أطلقت نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، وهو الأمر الذي يرجح أن نراه في هواتف الشركة قريبا، وذلك أسوة بما قامت به “سامسونج” و”جوجل” مع هواتفها الرائدة، ومن الشركات الأخرى كانت شركة “4Paradigm” و”01.AI”، ومن المتوقع أن تطلق هذه الشركات نماذجها بشكل مباشر للمستخدمين عبر مواقع وتطبيقات. 

بعد الموجة الأخيرة للإطلاق، يصل إجمالي عدد نماذج الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الصين إلى 130 نموذج تقريبا وذلك بين النماذج المخصصة للاستخدام التجاري والفردي، وفي مقدمتهم بالطبع كانت “بايدو” مع نموذج “إيرني”. 

محاولة سابقة فاشلة

العرض الذي قدمته “بايدو” سابقا لنموذج “إيرني” كان أقرب لفضيحة كبيرة للشركة، كونه كان عرضا مسجلا بشكل سابق وتم عرضه على شكل مقطع فيديو بدلا من وجود تفاعل حي بين النموذج والمستخدمين، وفي النهاية، أثار العرض حنق المستخدمين ولم يحظى النموذج بالشعبية التي سعى لها. 

نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية تعامل معاملة منصات التواصل الاجتماعي الصينية والتطبيقات التقنية المختلفة، وهذا يعني أن إدارة “شي جين بينغ” تمتع بوصول مطلق لجميع البيانات التي تدخل في هذه النماذج سواء كانت مقاطع صوت أو فيديو أو صور شخصية أو حتى بيانات مكتوبة بشكل معتاد، ويحق لحكومة “الحزب الشيوعي الصيني” أن تعيد استخدام هذه البيانات بأي شكل ترغب فيه. 

الوصول المطلق إلى هذه البيانات يثير مخاوف خبراء الأمن السيبراني، ويدفع بهم للتحذير من استخدام مثل هذه النماذج خوفا من إساءة استخدام البيانات، وهي المعاملة ذاتها التي يحظى بها “تيك توك”.