استمع إلى المقال

عندما تفكر في عام 2022 فإنك تجد الكثير من المفاجآت التقنية التي حدثت هذا العام وغطت الكثير من المجالات المختلفة في عالم التقنية، وهي أحداث لن تُنسى بسهولة لضخامتها وتأثيراتها المستمرة. 

استحواذ إيلون ماسك على “تويتر” ربما يكون الحدث الأبرز هذا العام إلى جانب التخبط الكبير الحادث في عالم العملات الرقمية والذي أدى إلى إنخفاض سعر “البيتكوين” إلى مستويات قياسية عند 16 ألف دولار حاليا بعد أن وصل إلى 46 ألف دولار في آذار/مارس الماضي. 

عام 2022 شهد أيضا مجموعة من الأحداث الصغيرة التي لم تحظى باهتمام إعلامي كبير، ولكنها ستؤثر في مستقبل التقنية لأعوام قادمة، وربما كانت هذه الأحداث على رأس القائمة: 

الذكاء الصنعي يسيطر على الساحة 

اقرأ ايضا: روبوت الدردشة الذكي “ChatGPT”.. ما السبب وراء هوس العالم به؟

تطبيقات الذكاء الصنعي كان لها نصيب الأسد من أحداث عام 2022 التقنية عبر مجموعة من التطبيقات المختلفة التي جذبت الأنظار إلى هذا المجال وأضافت إليه الكثير من الاستخدامات اليومية بعد أن مقتصرا على علوم البيانات والتحليلات العميقة المختلفة. 

“ChatGPT” ربما يكون الوافد الأحدث إلى منصة تطبيقات الذكاء الصنعي ولكنه تمكن من الوصول إلى الكثير من المستخدمين حول العالم رغم وجود قيود جغرافية تمنعه من الوصول إلى بعض الدول، كما رأينا تطورا ملحوظا لتطبيقات الكتابة عبر الذكاء الصنعي التي تعتمد على معالجة اللغة الطبيعية “GPT-3” والقادرة على فهم الجمل والكلمات وتحليلها والتعامل معها بشكل بسيط لتنفيذ الأوامر التي تظهر بها. 

روبوت ChatGPT

توليد الصور عبر الذكاء الصنعي شهد طفرة كبيرة هذا العام أيضا عبر انتشار تطبيقات مثل “DALL-E2” و “Stable Diffusion” بفضل تطورها وقدرتها على توليد صور ذات جودة عالية ولمسات فنية فريدة، كما ظهرت مجموعة من التطبيقات المستندة عليهم من أجل تعديل الصور بشكل بسيط عبر واجهة بسيطة في الهواتف وتوليد الصور الشخصية عبر الذكاء الصنعي، وذلك ما ظهر بوضوح مع تطبيق “Lensa AI” الذي صعد إلى قمة قائمة التحميلات في متجر “آبل” في وقت قصير للغاية.

انتشار توليد الصور عبر الذكاء الصنعي جذب معه هجوم مباشر من مجتمع الفنانين حول العالم الذي انقسم بين معارض لهذه التطبيقات كونها تستلهم أعمالها من أعمال فنانين حقيقيين، وبين مجموعة أخرى تراها مجرد أدوات يمكن للفنان استخدامها مثل “فوتوشوب” وغيره من تطبيقات تعديل الصور. 

دور بارز للإنترنت الفضائي 

اقرأ ايضا: تضافر جهود مجموعات الاختراق والمؤسسات الأمنية وإدارات التطبيقات لإبقاء إيران متصلة

تقنيات الإنترنت الفضائي ليست جديدة وتوجد الكثير من الشركات التي تقدمها سواء كانت “Starlink” التابعة لإيلون ماسك أو غيرها من الشركات، ولكن دور هذه الشركات ظهر بوضوح مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. 

موسكو حاولت قطع الإنترنت عن أوكرانيا عبر أكثر من طريقة مختلفة، ولكن في النهاية كانت كييف قادرة على الوصول إلى الإنترنت بفضل تقنيات “Starlink” في أغلب الأحيان، ويذكر بأن “Starlink” تمكنت من تقديم خدمة الإنترنت الفضائي في أنتاركتيكا إلى جانب اليخوت الفاخرة التي تسبح بهدوء في الكاريبي.

دور الإنترنت الفضائي لن ينتهي عند هذا الحد، إذ يحاول إيلون ماسك مد نفوذه في مختلف الدول حول العالم، وإذا نجح في مسعاه ذلك، فإننا قد نرى امتدادا للإنترنت المستقبل والذي لا تسيطر عليه الحكومة في الصين أو في كوريا الشمالية إلى جانب الدول العربية. 

“تيك توك” في مرمى النيران 

اقرأ ايضا: تيك توك تعد بالتغيير حتى تتجنب الحظر الأمريكي.. ولكن هل تلتزم هذه المرة ؟

منصة التواصل الاجتماعي الصينية المملوكة لشركة “بايت دانس” وجدت نفسها في مرمى النيران أكثر من مرة هذا العام في أكثر من مناسبة مختلفة، وذلك بسبب سياسة تعاملها السيئة مع بيانات المواطنين من الدول الخارجية بعيدا عن الصين. 

“تيك توك” تتيح لموظفي الشركة بالصين الوصول إلى بيانات المستخدمين في الدول الأوروبية والغربية رغم الكثير من التأكيدات بأن هذا لا يحدث، وحتى بعد أن تعاونت المنصة مع “أوراكل” الأميركية لتنظيم بيانات عملائها في الولايات المتحدة، إذ لا يزال الموظفون في الصين قادرين على الوصول إلى هذه البيانات، كما أن الشركة الأم استخدمت بيانات المنصة للتجسس على الصحفيين الأميركيين في عدة مواضع. 

سياسة “تيك توك” السيئة أدت إلى حظر تثبيت المنصة على الهواتف الحكومية في أميركا، وذلك مع تصاعد الأصوات بحظر المنصة تماما في الولايات المتحدة وحول العالم. 

الصين تسبب في خسائر للشركات التقنية 

الشركات التقنية المختلفة تعتمد على الصين في الكثير من الأوقات من أجل صناعة هواتفها أو تجميع الهواتف، وربما يكون مصنع “فوكسكون” هو المثال الأوضح على هذا الأمر، وبينما استمرت هذه العملية لسنوات طويلة دون معوقات، إلا أن هذا العام شهد للمرة الأولى مجموعة من التظاهرات الاحتجاجية في الصين، وهي تظاهرات نتجت عن سياسة “صفر كوفيد” التي تسببت في تعطل الكثير من المصانع ومن ضمنها “فوكسكون” التي تصنع هواتف أيفون. 

اقرأ ايضا: سياسة “صفر كوفيد”.. مسمار آخر في نعش التقنية الصينية؟

سياسة “صفر كوفيد“.. مسمار آخر في نعش التقنية الصينية؟
سياسة “صفر كوفيد“.. مسمار آخر في نعش التقنية الصينية؟

“أبل” خفضت توقعاتها هذا العام لإنتاج هواتف أيفون وتوقعت أن تدخل العام الجديد مع المزيد من الانخفاض بسبب هذه التظاهرات، وهو انخفاض أثر بشكل كبير على أسهم الشركة وجعلها تخسر تريليون دولار هذا العام. 

“فوكسكون” ليست الوحيدة التي تأثرت بسبب سياسة “صفر كوفيد” إذ امتد أثر السياسة إلى الكثير من الشركات التقنية العاملة في الصين، وهو أثر جعل الشركات تدخل في موسم “هجرة عظيمة” إلى خارج الصين

لاعب جديد في صناعة أشباه الموصلات والشرائح 

تايوان ظلت مسيطرة على عالم صناعة الشرائح وأشباه الموصلات لفترة طويلة، ولكن يبدو أن هذه السيطرة قاربت على الإنتهاء مع دخول أميركا في هذا العالم، وذلك بفضل القانون الجديد الذي أقرته حكومة الرئيس الأميركي بايدن من أجل تشجيع شركات صناعة أشباه الموصلات لبناء مصانعها داخل الدولة. 

اقرأ ايضا: هل تستطيع أميركا سد الحاجة العالمية لأشباه الموصلات في ظل أزمة تايوان

رغم أن المصانع الجديدة لم تبدأ بالعمل بعد، إلا أن الكثير من الشركات الأميركية بدأت تصطف لتحصل على الشرائح منها وعلى رأسها “أبل” التي كانت العميل الأول والأكبر للشرائح التايوانية، ويأتي هذا الانتقال بالطبع لتجنب تأثر قطاعات التكنولوجيا في الولايات المتحدة حالة غزو تايوان من قبل حكومة “الحزب الشيوعي الصيني”. 

تقلبات في عالم العملات الرقمية 

العملات الرقمية شهدت عدة تقلبات هذا العام أثرت بشكل كبير على حجم التعامل في هذا المجال إلى جانب اهتزاز ثقة المستثمرين فيه بعد أن جذب الكثير من الاستثمارات العالمية أثناء أزمة كوفيد-19، وقد بدأ العام مع تحول عملة “الإيثيريوم” للابتعاد عن التعدين ومفهوم إثبات العمل إلى مفهوم إثبات الملكية الذي يقصر التعامل داخلها على مالكي العملات من الشركات الكبيرة. 

اقرأ ايضا: انهيار “FTX”: هل تحكم مركزية التنافس الرأسمالي التقليدي عالم التشفير اللامركزي؟

“البتكوين” لم يسلم أيضا من الاهتزازات وقد تأثر كثيرا وانخفض إلى مستوى قياسي له عند 16 ألف دولار، وامتد هذا الأثر إلى عالم الرموز الغير قابلة للاسترداد “NFT” والتي خسرت الكثير من قيمتها بعد إنخفاض أسعار “بيتكوين”. 

هروب سام بانكمان فرايد وإعلان إفلاس منصة “FTX” التي كانت تعد أحد أكبر منصات تداول العملات الرقمية لم يساعد سوق العملات الرقمية على التعافي. 

إقالات تاريخية 

 عام 2022 تميز بالإقالات التاريخية التي حدثت به، إذ تخلت الكثير من الشركات التقنية عن أعداد كبيرة من العاملين بها، ورغم أن التركيز كان مع “تويتر” وحملات إيلون ماسك لتخفيض العمالة، إلا أن جميع الشركات التقنية عانت من الإقالات بشكل كبير. 

اقرأ ايضا : مصير طلبة التقنية بعد حملات الإقالة الموسعة في “وادي السيليكون”

عملاق التجارة الإلكترونية “أمازون” تخلت عن أكثر من 10 آلاف موظف إلى جانب 11 ألف موظف آخر من جانب “ميتا” و “Cisco” التي سرحت 4000 موظف، وذلك دون ذكر الشركات الصغيرة مثل “Roku” التي سرحت 200 موظف و “سبوتيفاي” التي سرحت 40 موظف. 

السبب الرئيسي وراء حملات الإقالة هذه هو الأحوال الاقتصادية السيئة، لذلك من غير المعروف إن كانت هذه الشركات ستعيد التوظيف مجددا أم ستتخلى عن هذه الوظائف تماما. 

حاسوب لوحي يعتمد على لغة برايل

حاسوب the dot pad

حاسوب “the Dot Pad” هو حاسوب لوحي كامل الوظائف والمهام تخلى عن الشاشة المعتادة وأصبح يعتمد على شاشة تدعم لغة برايل بدلا منها، كما أنه يعد أحد الحواسيب القليلة التي تستطيع عرض أكثر من سطر بلغة برايل معا، وهو نقلة نوعية في الحواسيب والأجهزة المقدمة لذوي الهمم. 

عام 2022 يلفظ أنفاسه الأخيرة ولكن الأحداث المتنوعة التي شهدها ستستمر معنا لفترة طويلة حتى تنتهي تبعاتها. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.