بعيدًا عن العملات الرقمية: 8 استخدامات لـ “البلوك تشين” تجعلها حجر أساسٍ في تقنيات المستقبل

بعيدًا عن العملات الرقمية: 8 استخدامات لـ “البلوك تشين” تجعلها حجر أساسٍ في تقنيات المستقبل
استمع إلى المقال

البلوك تشين، البلوك تشين، البلوك تشين. إذا كنت تقرأ أخبار التكنولوجيا هذه الأيام، فسترى هذه الكلمة في كل مكان. معظم الناس لا يعرفون حتى ما هي “البلوك تشين” (أو سلاسل الكتل)، ولكن من المؤكد أن هناك الكثير من الضجيج حولها، والفرص الكامنة بداخلها. 

لمحة سريعة عن البلوك تشين

البلوك تشين هي قاعدة بيانات موزعة يتم مشاركتها بين عُقد شبكة الكمبيوتر. كأية قاعدة بيانات، تقوم البلوك تشين بتخزين المعلومات إلكترونيًا بتنسيق رقمي. وتشتهر البلوك تشين بدورها الحاسم في أنظمة العملة المشفرة، مثل “بيتكوين” و “إيثيريوم”، للحفاظ على سجل معاملات آمن ولامركزيّ. يتمثل الابتكار في البلوك تشين في أنها تضمن دقة وأمان سجل البيانات، وتولّد الثقة دون الحاجة إلى طرفٍ ثالث موثوق به. حيث أنها تمتاز بآلية تشفير بالغة التعقيد والدقة، مما يجعله من المستحيل تزوير البيانات المسجلة، كما أن البيانات تبقى متاحةً لجميع الأفراد الموجودين على السجل، مما يزيد الموثوقية.

يتمثل أحد الاختلافات الرئيسية بين قواعد البيانات التقليدية والبلوك تشين في كيفية تنظيم البيانات. إذ تجمع البلوك تشين المعلومات معًا في مجموعات، تُعرف باسم “الكتل” (Blocks). وتتمتع الكتل بقدرات تخزين معينة، وعند ملئها، يتم إغلاقها وربطها بالكتلة المملوءة مسبقًا، مما يشكل “سلسلة” (Chain) من البيانات تُعرف باسم “البلوك تشين”. يتم تجميع جميع المعلومات الجديدة التي تلي تلك الكتلة المضافة حديثًا في كتلة مُشكّلة حديثًا، وتُضاف أيضًا إلى السلسلة بمجرد ملؤها، وهكذا دواليك.

تقوم قاعدة البيانات عادةً ببناء بياناتها في جداول، بينما البلوك تشين -سلسلة الكتل-، كما يوحي اسمها، تُبنى البيانات على شكل أجزاء (كتل) مترابطة معًا. تصنع بنية البيانات هذه بطبيعتها خطًا زمنيًا للبيانات لا رجوع فيه عند تنفيذها في طبيعة لا مركزية. وعندما يتم ملء كتلة، تصبح جزءًا من هذا الخط الزمني. يتم إعطاء كل كتلة في السلسلة طابعًا زمنيًا محددًا عند إضافتها إلى السلسلة.

في هذه الأيام، يتحمس وادي السيليكون بشأن جميع الطرق التي يمكن من خلالها استخدام تقنية البلوك تشين لأغراض أخرى غير العملات الرقمية. سنشرح في السطور أدناه بعضًا من أفضل تلك التطبيقات الجديدة لها، علمًا أن هناك الكثير من التطبيقات الأخرى الأقل إثارةً للاهتمام.

معالجة أزمة اللاجئين

Syria Refugee Crisis Explained
مصدر الصورة: المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

قال أنطونيو غوتيريش، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في عام 2014 أن الأزمة السورية أصبحت “أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا“. واليوم، تستمر أزمة اللاجئين العالمية في النمو، ويتعين على الوكالات والبلدان الغنية البحث عن حلول جديدة لحلّ وضعٍ فيه الكثير من العقبات والحواجز.

وفي 31 مايو/أيار عام 2017، أرسل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أكثر من 10 آلاف قسيمة قائمة على العملات المشفرة، وخصوصًا عملة “إيثيريوم” للاجئين السوريين، ويمكن استردادها وشراء البضائع بها في الأسواق المشاركة في الحملة.

بقيادة غافن وود، المؤسس المشارك لإيثريوم، وبالتعاون مع شركة البيانات الضخمة “Datarella, Parity” تم استخدام تقنية البلوك تشين في سبيل مساعدة الآلاف من اللاجئين على استخدام العملات المشفرة لشراء الطعام، وفقًا لموقع ـ”كوين ديسك” (Coindesk).

إن فرصة تجاوز البيروقراطية وعدم اليقين الدولي باستخدام تقنية البلوك تشين لا تمنح اللاجئين فقط فرصة الوصول المباشر إلى التبرعات، ولكنها تمثل خطوةً أولى ضخمة في إشراكهم في الحوار الهادف إلى حل أزمة اللاجئين الدولية.

خلق سبُل مالية جديدة

تعمل تقنية البلوك تشين نفسها المستخدمة لتقديم قسائم مالية للاجئين أيضًا على سد فجوة الفقر حول العالم. كما رأينا بالفعل، يمكن أن تعمل البلوك تشين كمؤسسة شبيهة بالبنك للأشخاص الذين ليس لديهم حسابات بنكية. فطالما يمكنك الوصول إلى هاتف ذكي، فستكون لديك طريقة للوصول إلى الأموال بسهولة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البلوك تشين هو نظام لامركزي، مما يعني أنه لا يتم محاسبتك على تحويل الأموال كما تفعل المؤسسات المالية التقليدية؛ وتؤدي هذه المحاسبات عادةً إلى اضطراب المشهد الاجتماعي والاقتصادي الدولي لأن التحويلات باهظة التكلفة، وبالتالي يمكن أن تمنع الشركات من الوصول إلى مناطق معينة من العالم، مما يقطع الفرص أمام الدول النامية. كما أنه يخلق ضغوطًا مالية على الأشخاص الذين يرسلون الأموال إلى أفراد أسرهم في بلدانٍ أخرى.

ففي شهر رمضان الماضي، بلغت تحويلات السوريين المقيمين في الخارج إلى ذويهم في الداخل السوري نحو 10 ملايين دولار يوميًا، وفي العام الماضي، بلغ إجمالي تكلفة إرسال الأموال إلى إفريقيا جنوب الصحراء أكثر من 30 مليار دولار، ومن الممكن أن تتضاعف هذه الأرقام بمجرد إزالة العوائق المتمثلة بأجور التحويل العالية وصعوبة الوصول في بعض البلدان.

تعد BitPesa؛ وهي منصة ترسل وتجمع مدفوعات العملات المشفرة بين إفريقيا وبقية العالم، مثالًا ممتازًا للتأثيرات الإيجابية والحرية الاقتصادية التي يمكن أن تقدمها تقنية البلوك تشين. وهذا واعدٌ بشكلٍ استثنائي، مع الأخذ في الاعتبار أن أفريقيا حاليًا هي القارة الأكثر تكلفة لإرسال الأموال إليها.

تعالج هذه التكنولوجيا متغيرين كبيرين للفقر العالمي. أولاً، تجعل إرسال الأموال أرخص بالنسبة للمهاجرين واللاجئين الذين يحتاجون إلى إرسال الأموال إلى عائلاتهم، وثانيًا، تجعل التعامل مع البلدان التي يصعب الوصول إليها أمرًا أكثر ملاءمة، والأخير وحده لديه القدرة على تقليل الفقر المدقع في هذه البلدان.

منع التلاعب في الانتخابات

Vote, Voting, Voting Ballot, Box, Paper, Choice, Choose

كانت قضايا الأمن السيبراني وتزوير الناخبين مقلقةً بشكلٍ استثنائي منذ انتخابات الولايات المتحدة عام 2016. ولسوء الحظ، هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها شرعية الناخب موضع تساؤل. وتزوير الناخبين هو عائقٌ أساسي في وجه أية تشكيلٍ ديموقراطي خاضع للمساءلة في جميع أنحاء العالم.

تتمتع تقنية البلوك تشين بالقدرة على توفير نظام عدّ إلكتروني غير قابل للاختراق. إذ يمكن لهذا النظام حماية معلومات الانتخابات أثناء تسجيل الناخبين، ويمكنه تخزين هوية الناخبين والتأكد من عدم إمكانية التلاعب بالأصوات في تاريخٍ لاحق.

وبالطريقة نفسها التي تعمل بها البلوك تشين كدفتر حساباتٍ عام للعملات المشفرة، يمكنها أيضًا أن تكون دفتر الحسابات العام والدائم للأصوات التي تم جمعها، واعدةً بمستقبل انتخابات ديموقراطية عادلة في جميع أنحاء العالم. وتجدر الإشارة إلى أن هناك شركة ناشئة تعمل بالفعل على هذا، تسمى “Follow My Vote“.

تحسين أداء الحكومات

مصدر الصورة: موقع “CoinDesk”

تمتلك البلوك تشين القدرة على تسريع العمليات الحكومية والحد من بيروقراطيتها، والتأثير على وظائف مثل المنافع العامة والرعاية الصحية والتعليم. على سبيل المثال، يمكن أن تكون العمليات الحكومية بطيئة، ويصعب فهمها، ومعرضة للفساد. لكن يمكن للبلوك تشين، كحلّ، مساعدة الحكومات في أن تكون أكثر كفاءة وأمانًا بكل معنى الكلمة.

على سبيل المثال، نجحت دول الخليج في تطوير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة تساعد على معالجة البيانات الرقمية الجديدة ومكنتها من مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة والاستفادة منها، وزيادة الكفاءة والإنتاجية، وتحسين الخدمات الحكومية. ففي عام 2018، أطلقت حكومة الإمارات العربية المتحدة “استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية (البلوك تشين) 2021“؛ والتي حددت هدفًا متمثلًا بتحويل 50% من المعاملات الحكومية إلى معاملات عن طريق البلوك تشين بحلول عام 2021.

وفي عام 2016، أنشأت حكومة دبي “مجلس مستقبل البلوك تشين العالمي“، الذي يهدف إلى البحث في تطبيقات ومعاملات البلوك تشين الحالية والمستقبلية. لقد ساعدت هذه الهيئة بالفعل في إنشاء العديد من الشركات الجديدة في الإمارات العربية المتحدة والمتخصصة في تصميم منصة البلوك تشين لتطوير العقود الذكية وتبادل الأصول الرقمية ونقل المستندات الرقمية.

كما وقعت المملكة العربية السعودية أيضًا اتفاقية شراكة مع شركات IBM و Elm لمناقشة استراتيجيات تقديم الخدمات الحكومية والتجارية عبر البلوك تشين. وبشكلٍ منفصل، أصبحت البحرين أول دولة في العالم تصدر قانون إصدار الرسائل والمعاملات الإلكترونية الذي تم تدوينه بموجب مرسوم بقانون رقم (54) لسنة 2018 لإنشاء الإطار القانوني المناسب ودعم استخدام البلوك تشين وغيرها.

وفي الوقت نفسه، بدأت بعض الوكالات مثل مكاتب الجمارك السعودية والبحرينية في اختبار استخدام منصات البلوك تشين التشغيلية من خلال تجربة أنظمة إدارة سلسلة التوريد القائمة على البلوك تشين في الموانئ البحرية. أحد هذه البرامج هو “TradeLens“؛ الذي تم تطويره بشكل مشترك من قبل شركتيّ IBM و Maersk، والذي يربط الموانئ البحرية بالمصانع والمستوردين والمصدرين والأطراف التجارية. كما كشفت الإدارة العامة للمرور في البحرين عن برنامج تسجيل المركبات القائم على البلوك تشين.

حفظ لحقوق الملكية الفكرية

Copyright, Thief, Stolen, Intellectual, Property, Idea

إن العديد من المشكلات الحالية في وسائل الإعلام تقبع تحت مظلة خصوصية البيانات ومدفوعات الإتاوات وقرصنة الملكية الفكرية. ووفقًا لدراسة أجرتها شركة “ديلويت” (Deloitte)، تسببت رقمنة الوسائط في مشاركة واسعة النطاق للمحتوى الذي ينتهك حقوق الطبع والنشر. وتعتقد الشركة أن البلوك تشين يمكن أن تمنح الصناعة عملية تحسين مطلوبة بشدة عندما يتعلق الأمر بحقوق البيانات والقرصنة والمدفوعات.

تكمن قوة البلوك تشين في صناعة الوسائط في قدرتها على منع الأصول الرقمية -مثل ملفات mp3- من التواجد في أماكن متعددة. إذ يمكن مشاركتها وتوزيعها مع الحفاظ أيضًا على الملكية، مما يجعل القرصنة شبه مستحيلة من خلال نظام دفتر السجلات المكشوف. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبلوك تشين الحفاظ على سلامة البيانات، مما يسمح لوكالات الإعلان باستهداف العملاء المناسبين، والموسيقيين لتلقي الإتاوات المناسبة للأعمال الأصلية.

حفظ السجلات الطبية في مكانٍ آمن

Ehr, Emr, Electronic Medical Record, Health, Ipad

لدى معظمنا سجلات طبية رقمية. تحتوي على بيانات حساسة للغاية وشخصية للغاية، وهي عرضةً للهجمات الإلكترونية، مثلما حدث عندما استهدفت إيران بعض أنظمة المشافي في إسرائيل ببرمجيات خبيثة. لكن ستمنح السجلات الصحية الإلكترونية المستندة إلى البلوك تشين الأطباء والممرضات التحكم في تدفق المعلومات من منصة واحدة موثوق بها. سيتمكن الجميع من رؤية نفس البيانات، وستكون جميع التحديثات مرئية للشبكة بأكملها على الفور تقريبًا. هذا يعني أنه يمكن للفرق الطبية أن تثق في أن ما تتعلمه عن المريض دقيق وحديث.

وهناك طرق مختلفة يمكن من خلالها تنفيذ نظام مثل هذا في المستشفيات ومكاتب الأطباء في جميع أنحاء العالم. لكن إحدى القطع التكنولوجية الحاسمة التي يمكن أن تجعل كل هذا ممكنًا موجودة بالفعل في جيوب الكثير من السكان؛ الأجهزة المحمولة. تتمتع الهواتف والأجهزة المماثلة الآن بقدرات الطاقة والاتصال لمراقبة العناصر الحيوية للفرد وتكون نقطة وصول لكل من إدخال البيانات واستردادها.

يستخدم العديد من المواطنين بالفعل هواتفهم أو ساعاتهم الذكية لمتابعة تحركاتهم، وكمية السعرات الحرارية، وحتى الصحة العقلية، على سبيل المثال لا الحصر. ومن ثم، فإن البلوك تشين تتيح تطور هذه الأنواع من الخدمات. إن وضع جميع أشكال المراقبة الصحية في منصة واحدة قياسية يمكن الوصول إليها للمهنيين الصحيين يبسط العملية ويسمح بمراقبة أفضل على جودة الرعاية المقدمة. كما أن النسخ الاحتياطي للمعلومات باستخدام البلوك تشين يعني أنه بمجرد إدخال البيانات، لا يمكن التلاعب بها أو تغييرها بأي شكل من الأشكال.

لكن في هذه المرحلة، قد يكون لدى البعض قلقٌ متزايدٌ بشأن ما يمكن أن يعنيه ذلك لخصوصية المريض. فمن المسلّم به أن الحصول على هذا المستوى من الوصول إلى المعلومات الشخصية للغاية على شبكة عامة يبدو أمرًا مقلقًا بعض الشيء. لكن لحسن الحظ، ومرة أخرى، يمكن أن تضع البلوك تشين في الواقع مزيدًا من التحكم في أيدي المرضى وتوفر مستوى أعلى من الخصوصية باستخدام تقنيات تشفير مجرّبة وحقيقية. سيكون المستخدمون ومقدمو الرعاية الموثوق بهم هم الوحيدون القادرون على الوصول إلى البيانات الطبية الخاصة. هذا يعني أنه سيكون هناك سيطرة على من لديه حق الوصول.

فمن خلال وضع سلطة اتخاذ القرار النهائية في يد المريض، يمكنه تحديد من يمكنه رؤية تاريخه الطبي. كما يمكنه أيضًا منح حق الوصول إلى بيانات محددة مع الحفاظ على أمان الأجزاء الأخرى، ويمكن حتى وضع حدود على المدة التي يمكن فيها لكيانٍ معين الوصول إلى تلك المعلومات. قارن هذا بالنظام الحالي حيث تكون السجلات مجزأة وقديمة وغير موثوقة، ولا يملك المريض أي سلطة تقريبًا على من يمكنه الوصول إليها، إذا كان يمكن الوصول إليها في المقام الأول…

تحسين الخدمات اللوجستية

مصدر الصورة: موقع شركة DHL.

الشكوى الرئيسية في صناعة الشحن هي الافتقار إلى التواصل والشفافية بسبب العدد الكبير من شركات الخدمات اللوجستية التي تتزاحم في السوق. وفقًا لدراسة مشتركة أجرتها “أكسينتشر” (Accenture) وشركة “DHL” العملاقة للخدمات اللوجستية، هناك أكثر من 500 ألف شركة شحن في الولايات المتحدة وحدها، مما يتسبب في مشكلات تتعلق بصوامع البيانات والشفافية. يمضي التقرير ليقول إن البلوك تشين يمكن أن تحلّ العديد من المشاكل التي تعاني منها إدارة الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد.

وتجادل الدراسة أن البلوك تشين تتيح شفافية البيانات من خلال الكشف عن مصدر واحد للحقيقة. فمن خلال الاعتراف بمصادر البيانات، يمكن لـلبلوك تشين بناء ثقةٍ أكبر داخل الصناعة. ويمكن للتكنولوجيا أيضًا أن تجعل العملية اللوجستية أصغر حجمًا وأكثر آلية، مما قد يوفر مليارات الدولارات في الصناعة سنويًا. البلوك تشين ليست آمنةً فحسب، ولكنها حلّ فعال من حيث التكلفة لصناعة الخدمات اللوجستية.

أنظمة إنترنت الأشياء آمنة وتعمل في الوقت الفعلي

Network, Iot, Internet Of Things, Connection, Cloud

إنترنت الأشياء هو أحد أهم تطبيقات البلوك تشين الناشئة. إذ يحتوي إنترنت الأشياء على ملايين التطبيقات والعديد من المخاوف المتعلقة بالسلامة، وتعني الزيادة في منتجات إنترنت الأشياء فرصًا أفضل للمتسللين لسرقة بياناتك من كل منفَذ بدءًا من مساعد “أليكسا” (Alexa) من أمازون وحتى منظم الحرارة الذكي.

يضيف إنترنت الأشياء القائم على تقنية البلوك تشين مستوى أعلى من الأمان لمنع خروقات البيانات من خلال الاستفادة من الشفافية وعدم الفساد الافتراضي للتكنولوجيا للحفاظ على الأشياء “ذكية”. 

على سبيل المثال، فإن “Xage” هي أول منصة أمان إلكتروني في العالم تدعم تقنية البلوك تشين لشركات إنترنت الأشياء. تدير هذه التقنية مليارات الأجهزة في وقتٍ واحد ويمكنها حتى التشخيص الذاتي وعلاج الخروقات المحتملة. يتم استخدام Xage بشكلٍ أساسي من قبل شركات إنترنت الأشياء في صناعات النقل والطاقة والتصنيع.

بينما تقوم شركة “فيلامينت” (Filament) بإنشاء برامج وأجهزة ذات رقاقة دقيقة تتيح للأجهزة المتصلة العمل على البلوك تشين. حيث تقوم منتجات الشركة بتشفير بيانات دفتر السجلات وتوزيع المعلومات في الوقت الفعلي على الأجهزة الأخرى المتصلة بسلسلة الكتل نفسها. وتحدّ شركة “HYPR” من مخاطر الأمن السيبراني في أجهزة إنترنت الأشياء من خلال حلول بيانات الاعتماد اللامركزية. فمن خلال إزالة كلمات المرور من خادم مركزي، وباستخدام حلول المقاييس القائمة على المعلومات الشخصية المخصصة والخالية من كلمات المرور، تجعل الشركة أجهزة إنترنت الأشياء غير قابلة للاختراق تقريبًا.

البلوك تشين.. طُوّرت لتبقى

في النهاية، حتى بالنسبة لأولئك منا الذين يشكّكون في فوائد العملات الرقمية والمشفرة، فإن البلوك تشين تُظهر الكثير من الوعد لمجموعة متنوعة من التطبيقات المفيدة. سيصبح الأمن السيبراني أكثر صعوبةً مع تقدم التكنولوجيا. ومن المؤكد أن تطبيق تقنية البلوك تشين الفريد للتشفير وحفظ السجلات سيصبح أداة ضرورية لتتبع البيانات وتأمينها. ولا يسعنا إلّا رؤية ما سيفعله علماء الكمبيوتر والمطورون باستخدام البلوك تشين في السنوات القادمة، ومحاولة تبنّيها منذ البداية.

قد يهمّك: اتجاهات التقنية الأهم التي ينتظرها العالم في 2022‏

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات