العملات المشفرة
منصة بورصة العملات الرقمية اللامركزية “FixedFloat”

في حادثة مفاجئة أثارت قلق المجتمع العالمي للعملات المشفرة، تعرّضت بورصة العملات الرقمية اللامركزية “FixedFloat”
لعملية سرقة رقمية ضخمة، أدت إلى خسارة تقارب 1.728 إيثريوم (ETH) و409 بيتكوين” (BTC)، بقيمة تزيد عن 26 مليون دولار.
هذا الحادث، الذي تم الإعلان عنه رسمياً من قبل فريق البورصة في 18 فبراير/ شباط، لم يكن مجرد حدث عابر في عالم العملات الرقمية، بل كان تذكيراً صارخاً بالمخاطر الكبيرة والتحديات الأمنية التي لا تزال تواجه هذا القطاع الناشئ والمتنامي بسرعة.

منصة “FixedFloat”

هي منصة تبادل عملات مشفرة لامركزية تقدّم خدمات تحويل العملات الرقمية بطريقة سريعة وفعّالة،
مع التركيز على توفير تجربة مستخدم سهلة وبسيطة.
تتميز بعدم الحاجة إلى التسجيل أو إجراءات التحقّق من هوية المستخدمينَ (KYC)، مما يسهل على الأشخاص إجراء المعاملات بخصوصية وسرية.
تستخدم “FixedFloat” شبكة البرق لمعاملات “البيتكوين”، ما يعزز من سرعة وكفاءة التحويلات.
ومع ذلك، تواجه التحديات الأمنية الخطيرة التي تعرّضها لخسائر فادحة .

الهجوم على منصة “FixedFloat”

القراصنة نفّذوا الهجوم بدقة محكمة، مستخدمين تقنيات متقدمة لتوزيع الأموال المسروقة عبر عناوين مختلفة لـ “الإيثريوم” و”البيتكوين”، في محاولة لغسل هذه الأموال وإخفاء مسارها.
تم تحويل “الإيثريوم” المسروق عبر عدة عناوين، وفي نهاية المطاف إلى بورصة “eXch”،
ثم إلى عنوانين في HitBTC.
العناوين التي تلقت “الإيثريوم” في HitBTC كانت قد تلقت أول إيداعات لها من “الإيثريوم” تقريباً في نفس الوقت في عام 2021، مما يثير الشكوك حول محاولة القراصنة لإلقاء اللوم على مالكي هذه العناوين بدون وجود اتصال واضح بينهم وبين عنوان القراصنة.
بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف أن أموالاً من “Binance” قد تم توجيهها إلى عنوان الدرينر،
مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى القصة المتكشفة.

هذا الهجوم يعكس الدقة والتقنيات المتقدمة التي يستخدمها القراصنة، مما يسلط الضوء على التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه قطاع العملات الرقمية.
يشدد هذا الحادث على الحاجة المُلحّة إلى تدابير أمنية متطورة وزيادة الشفافية في هذا القطاع لضمان حماية أموال المستخدمين وبناء ثقة قوية بين الخدمات المشفرة وقاعدة المستخدمين لديها.

أمان منصات العملات الرقمية

الهجوم الذي تعرضت له منصة “FixedFloat” أثار العديد من الأسئلة حول أمان بورصات العملات المشفرة.
نظراً لسياستها التي تتيح الوصول السهل من خلال عدم الحاجة للتسجيل أو تطبيق إجراءات KYC،
فقد تواجه “FixedFloat” تحديات أمنية معينة.
كما أن استخدام “الشبكة البرقية Lightning Network” لمعاملات “البيتكوين”، رغم فوائدها في السرعة والكفاءة،
قد يفتح الباب لثغراتٍ محتملة يمكن أن تُستغل في مثل هذه الهجمات.
الغموض الذي يحيط بآليات الهجوم يشير إلى تعقيدات محتملة في الأساليب المستخدمة، مما يستدعي تحليلاً دقيقاً للتدابير الأمنية المعمول بها.

اعتراف الشركة والإجراءات المتخذة

في استجابتها للحادث، أقرت “FixedFloat” علناً بوقوع الاختراق وسرقة الأموال، مؤكدة على التزامها بالعمل على القضاء على كافة الثغرات المحتملة وتحسين تدابير الأمان الخاصة بها.
الشركة أشارت إلى أن التحقيق في الحادث ما زال جارياً وأنها ستقدّم تفاصيل إضافية في وقت لاحق.
كإجراء فوري لمنع المزيد من الخسائر، وضعت “FixedFloat” خدماتها في وضع الصيانة، مما يعكس جَدّية الوضع ويضمن عدم تعرّض أموال إضافية للخطر أثناء العمل على حلول وتحسينات أمنية.

في النهاية

الاختراق الذي تعرّضت له منصة “FixedFloat” يُعدّ دليلاً قاطعاً على التطور المستمر والمعقّد لآليات الهجمات في عالم العملات المشفرة.
هذه الواقعة تبرز الأساليب المتقدمة التي يستخدمها المهاجمون لاستهداف البورصات، مما يضع تحديات أمنية كبيرة أمام هذه المنصات ومستخدميها.
إن الغموض الذي يحيط بكيفية تنفيذ هذه الهجمات يعكس الحاجة إلى فهم أعمق للتهديدات الأمنية في هذا القطاع.
الحادثة تؤكد على أن معركة الأمان الرقمي في مجال العملات المشفرة تتطلب يقظة مستمرة وتحليل دقيق للتصدي لهذه التحديات.

كاتب المقال يحيى الصبيح ينصح بقراءة ...

كوريا الشمالية تستهدف العملات المشفرة.. خسائر مالية كبيرة ومخاطر أمنية