استمع إلى المقال

التطور السريع الحاصل في قطاع الذكاء الاصطناعي جذب الكثيرين إلى هذا القطاع سواء كانوا مستخدمين معتادين أو شركات تعمل لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهذا تطلب بالطبع بناء مراكز بيانات أكبر حجما حتى تستوعب الضغط المتزايد والاستخدام المتزايد لمثل هذه التقنية. 

الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي والشرائح المستخدمة، تحديدا بطاقات الشاشة، ساعد شركات مثل “إنفيديا” لتقفز في القيمة السوقية وتنضم إلى نادي التريليون دولار، ورغم أن هذا الوضع يبدو مزهرا وسعيدا من الخارج، إلا أنه وضع قطاع بطاقات الشاشة تحت ضغط طلب غير مسبوق لم يكن متوقعا، والآن بدأ مخزون بطاقات الشاشة المخصصة للذكاء الاصطناعي في الانخفاض بشكل كبير، وهذا في النهاية يعرقل مسيرة تطور الذكاء الاصطناعي وقد يكون التهديد الأكبر على هذا القطاع الناشئ.

ضعف التوريد وزيادة الطلب 

بطاقات الشاشة تشكل عقل وقلب مراكز البيانات الكبيرة المخصصة للذكاء الاصطناعي، وبدونها لا يستطيع الذكاء الاصطناعي العمل بالشكل المطلوب منه، وكلما زادت قدرات الذكاء الاصطناعي وارتفع تعقيد متطلباته، كلما ارتفعت الحاجة إلى بطاقات شاشة أقوى وأكثر جودة. 

هذا الطلب المرتفع دفع الكثيرين إلى الركض وراء بطاقات “نفيديا” المخصصة للذكاء الاصطناعي، كونها الأقوى في هذا القطاع، لذلك يتوقع بأن يستمر نمو شركة “نفيديا” خلال السنوات القادمة حتى تصل إلى مستوى غير مسبوق. 

“إنفيديا” هي الشركة الوحيدة القادرة على بناء بطاقات شاشة مخصصة للذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، ورغم أن “AMD” هي المنافسة الأزلية لها، إلا أن بطاقات الشاشة المخصصة للذكاء الاصطناعي بها أضعف وأقل أداء من “إنفيديا”. 

إحدى حواسيب “نفيديا” للذكاء الاصطناعي المستخدمة في “ميتا”

بالطبع، الطلب المرتفع مع ضعف التوريد جعل مخزون بطاقات الشاشة المخصصة للذكاء الاصطناعي ينخفض بشكل كبير، ودفع البعض إلى التوجه لشراء بطاقات شاشة مخصصة للألعاب لاستخدامها في الذكاء الاصطناعي. 

البعض الآخر توجه إلى مراكز البيانات السحابية مثل التي تقدمها “جوجل” وغيرها، ولكن هذه المراكز تعاني من ضغط الطلبات المختلفة وعدد كبير من المتقدمين مما دفعهم لاستخدام قوائم الانتظار، وهذا يعني أن الشركات تحتاج للتسجيل في القائمة قبل الوصول إلى مكان في قواعد البيانات الخاصة بها. 

لا سبيل للأمام 

الوضع الذي يعيشه قطاع بطاقات الشاشة والذكاء الاصطناعي الآن لا ينبأ بالخير، “إنفيديا” تحاول جاهدة تزويد القطاع باحتياجاته، ولكنها في النهاية شركة واحدة فقط، وحتى تتمكن الشركة من التوسع وبناء المزيد من المصانع لتزويد المستخدمين بالمزيد من بطاقات الشاشة، فإنها تحتاج إلى سنوات عدة.

خلال تلك الفترة سيقف قطاع الذكاء الاصطناعي ولن يصبح من السهل الدخول فيه والدفع به إلى الأمام، وذلك على الأقل مع الشركات الناشئة والصغيرة، وأما الشركات الكبيرة التي تمتلك بالطبع مراكز البيانات الخاصة بها، فإن هذه لن تواجه مشاكل مثل هذه وستستمر في النمو حتى تسيطر تماما على قطاع الذكاء الاصطناعي. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات