استمع إلى المقال

تعمل شبكة Wi-Fi منذ عام 1997، فهي أقدم من الكثير من الشركات التقنيّة المعروفة حاليًّا، إنّها في الأساس تقنيّة قديمة نوعًا ما، ورغم ذلك لا يهتمّ الكثير منّا بمعدّات الشبكات المنزليّة أو يقومون بترقيتها كثيرًا، ورغم نضوج شبكة Wi-Fi، إلّا أنّها تتطوّر دائمًا لتلبية احتياجات المستهلكين والشركات، وكانت هناك ثمانية إصدارات من بروتوكول شبكة Wi-Fi، مع أحدث إصدار Wi-Fi 6 أو ما يدعى ax802.11 الّذي تمّ إصداره في عام 2019، وكان Wi-Fi مع كلّ إصدار يصبح أسرع وأكثر موثوقيّة من سابقه، وحاليًّا هناك ثلاثة أجيال ونصف (Wi-Fi 4 و Wi-Fi 5 و Wi-Fi 6 و 6E) قيد الاستخدام.

وحاليًّا بدأ الحديث عن Wi-Fi 7 القادم الّذي ليس من المتوقّع أن يكون قفزة نوعيّة أو خروجًا جذريًّا عن الأجيال السابقة، بل سيستمرّ Wi-Fi 7 في العمل في نطاقات التردّد 2.4 و5 و6 غيغاهرتز، ولكن يبدو أنّه سيحسن بشكل كبير موثوقيّة الاتّصال واستقراره، لذلك إليكم كلّ ما تحتاجون لمعرفته حول Wi-Fi 7

ما هو Wi-Fi 7؟

Wi-Fi 7 أو IEEE 802.11be هو التحديث التالي لمعيار IEEE 802.11. إنّه خليفة 802.11ax Wi-Fi 6/ 6E وسيركّز على توفير شبكة LAN لاسلكيّة داخليّة وخارجيّة WLAN.

ستستخدم شبكة Wi-Fi 7 نطاقات تردّد 2.4 غيغاهرتز (2.400 إلى 2.495 غيغاهرتز) و5 غيغاهرتز (5.170 إلى 5.835 غيغاهرتز) و6 غيغاهرتز (5.925 إلى 7.125 غيغاهرتز) وتهدف إلى دعم معدّل نقل يصل إلى 30 غيغابت في الثانية، وهو أكثر من ثلاثة أضعاف الحدّ الأقصى لمعدّل Wi-Fi 6 / 6E (9.6 غيغابت في الثانية). لا يزال تطوير معيار 802.11be مستمرًّا ومن المتوقّع إصدار نسخة نهائيّة بحلول عام 2024.

يركّز Wi-Fi 7 على التحسين التدريجيّ للعديد من الميزات المضافة في المعايير السابقة، بما في ذلك Wi-Fi 6، ولنأخذ OFDMA مثالًا أو الوصول المتعدّد بتقسيم التردّد المتعامد، تمّ تقديمه مع Wi-Fi 6، وهو يسمح لأجهزة التوجيه بمعالجة المزيد من الأجهزة المتّصلة والاستفادة بشكل أكثر كفاءة من الطيف المتاح. تهدف Wi-Fi 7 إلى اتّخاذ هذه المكاسب في الكفاءة خطوة أخرى إلى الأمام مع تنسيق OFDMA، وبعبارة أبسط، إنّها تقنيّة لنقل البيانات تسمح لنقاط وصول لاسلكيّة متعدّدة (APs) بالتواصل مع بعضها البعض وتقديم أداء أفضل عبر شبكات أكبر.

تهدف Wi-Fi 7 تمامًا كشبكات الجيل الخامس 5G إلى تقليل زمن الوصول لحالات الاستخدام مثل البثّ المباشر والألعاب، يشير الكمّون هنا ببساطة إلى مقدار الوقت الّذي تستغرقه الإشارة للانتقال من جهاز التوجيه أو نقطة الوصول إلى جهازنا والعودة، وإذا كان علينا في أيّ وقت التعامل مع فترات توقّف طويلة أثناء مكالمات الفيديو، فإننا على دراية بسبب هذه التأخيرات، والسبب هو التفاقم كلّما ابتعدنا عن مصدر الإشارة، أو قد يؤدّي ازدحام الشبكة أيضًا إلى أرقام زمن انتقال أعلى من المتوقّع.

وكما تهدف شبكة Wi-Fi 7 إلى تقليل زمن الوصول من خلال السماح للأجهزة بنقل واستقبال البيانات عبر نطاقات تردّد وقنوات متعدّدة في ذات الوقت. يجب أن تساعد هذه الميزة، الّتي تسمّى التشغيل متعدّد الارتباطات، في الحالات الّتي يتمّ فيها تعطيل إعداد الشبكة بسبب التداخل الخارجيّ أو حتّى مجرّد الازدحام من الأجهزة المجاورة.

على الرغم من أنّ الإنتاجيّة أو السرعة المحسنة ليست المحور الأساسيّ لشبكة Wi-Fi 7، إلّا أنّها تحقّق هذا الهدف بفضل قرار دعم قنوات أوسع، وببساطة القنوات هي نطاقات فرعيّة ضمن نطاقات تردّد Wi-Fi الرئيسيّة. نطاق 5 غيغا هرتز، على سبيل المثال مقسم إلى 45 قناة أصغر، وبعرض قناة فرديّ يتراوح من 20 ميغا هرتز إلى 80 ميغا هرتز.

وستوفّر قنوات 320 غيغاهرتز الجديدة لشبكة Wi-Fi 7 ميزات سرعة كبيرة على شبكة Wi-Fi 6 وقنواتها السبع 160 ميجاهرتز، وعلى الرغم من أن ليس كلّ الأجهزة تدعم هذه القنوات الأوسع نطاقًا إلّا أنّها موضع ترحيب للتطبيقات ذات النطاق التردّديّ الثقيل، وكما سيعمل Wi-Fi 7 أيضًا على زيادة عدد التدفّقات المكانيّة إلى 16، وعند دمجها مع دعم القناة الأوسع، من المقدّر أنّ المعيار الجديد يجب أن يوفّر معدّل بيانات أقصى نظريًّا يبلغ 46 غيغابت في الثانية، وهذا يزيد قليلًا عن 5 أضعاف من 9 غيغابت في الثانية لشبكة Wi-Fi 6.

لماذا نحتاج Wi-Fi 7؟

الكثير منّا لا يزال يستخدم أجهزة وأجهزة توجيه تقتصر على Wi-Fi 5، وهو معيار مضى عليه عقد من الزمن تقريبًا، ورغم أنّ Wi-Fi 6 و 6E أحدث بكثير، إلّا أنّهما لم يشقّوا طريقهم إلى الغالبيّة العظمى من الأجهزة حتّى الآن، باستثناء الهواتف الذكيّة الرائدة.

ورغم ذلك نلاحظ أنّ الكثير من صنّاع الشبكات يقومون بدفع التكنولوجيا اللاسلكيّة إلى الأمام، وذلك لعدّة أسباب، ومنها أنّ أكثر (51%) إجماليّ حركة مرور IP ستستخدم شبكة Wi-Fi بحلول عام 2022، وبحسب توقّعات Cisco أنّ هذه النسبة بازدياد لأنّ في عام 2017 كانت النسبة لا تتعدّى 43%، وللعلم أنّ شركة Cisco قامت بهذه الإحصائيّات قبل جائحة كرونا، أي من شبه المؤكّد أنّ نسبة 51% تكون أقرب إلى 60% وأعلى، وذلك بسبب أنّ ملايين الموظّفين حولًا العالم لم يعودوا إلى مكاتبهم بعد، وما زال الكثير من العمل يدار من المنزل.

وكما أننا نلاحظ أنّ هناك الكثير من الابتكارات في مجالات أخرى قد تستفيد من الأداء اللاسلكيّ المحسن خلال السنوات القليلة المقبلة، وعلى الرغم من أنّ مؤتمرات الفيديو وتقنيّات إنترنت الأشياء (IoT) لا تزال جديدة نسبيًّا اليوم، إلّا أنّه من الوضح تزايد شعبيّتها في السنوات القادمة، وبشكل خاصّ في قطاع المؤسّسات والشركات، حيث يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء الصناعيّة مثل أجهزة الاستشعار ومعدّات المراقبة ومكبّرات صوت الذكيّة والمنازل الذكيّة من غسّالات وبرّادات، وعدد لا يحصى من الأجهزة الأخرى المتّصلة بالإنترنت، والّتي تحتاج إلى هذا النوع من النطاق التردّديّ العالي ووقت الاستجابة المنخفض اللّذين توفّرهما شبكة Wi-Fi، ومن الواضح أنّ المؤسّسات الرقميّة ستصاب بالشلل بدون شبكة Wi-Fi، وهذا يعني أنّهم بحاجة شبكة Wi-Fi قادرة على التعامل مع مستويات أعلى بشكل كبير من البيانات وحركة المرور، وزمن وصول أقلّ، وقدرات معالجة التداخل المحسنة لشبكة Wi-Fi 7 تجعلها مثاليّة لحالات الاستخدام هذه، وفي حين أنّ المستخدم المنزليّ العاديّ قد لا يرى الكثير من الفوائد من الترقية إلى Wi-Fi 7، ولكنّ المستخدمين للتقنيّات الجديدة مثل AR / VR وبثّ الألعاب وخصوصًا ما شهدناه في مؤتمر شركة ميتا، وعالمها الافتراضيّ القادم، سيستفيدون من شبكة Wi-Fi 7 الجديدة لتوفير وقت استجابة أقلّ وتحسين استقرار الاتّصال.

تاريخ صدور Wi-Fi 7

تجدر الإشارة إلى أنّ شبكة Wi-Fi 7 ما تزال غير رسميّة، بل إنه لم يتمّ يمنحه اسم Wi-Fi 7 من قبل معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيّات (IEEE) حتّى الآن، ولذلك أنّه من غير المحتمل أن نجد أجهزة تقدّم دعمًا لهذه الشبكة في الوقت الحاضر، ومن المقرّر أن يكتمل العمل على هذا البروتوكول في عام 2023 أو 2024، وعلى الرغم من وجود الكثير من الدراسات والمعاينات لتفاصيل ومواصفات الشبكة الجديدة، إلّا أنّ هذه التكنولوجيا قد تستغرق سنوات للوصول إلى أجهزة التوجيه المنزليّة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحيّة والهواتف الذكيّة والأجهزة المتّصلة الأخرى، وهذا يعني أنّه قد نضطرّ إلى الانتظار لمدّة عام أو عامين آخرين على أقلّ تقدير لنرى شركات أو أجهزة تتبنى النظام الأساسيّ.

رأي المحرّر:

من وجهة نظر كاتب التقرير، قد مرّ عام كامل على الانتهاء من Wi-Fi 6E، إلّا أنّ معظم البلدان لم تقم بعد بتحديث أنظمتها للاستخدام العامّ على هذه الشبكة، ووفقًا لقائمة نشرها تحالف Wi-Fi، أنّ الأسواق الرئيسيّة مثل الولايات المتّحدة والمملكة المتّحدة ودول الاتّحاد الأوروبّيّ قامت بالترقية لهذا لمنظومة Wi-Fi 6E، ومع ذلك لا تزال بعض الدول على سبيل المثال أستراليا واليابان، تفكّران في اتّخاذ إجراء تحديث هذا التحديث، في حين أنّ الأسواق الرئيسيّة الأخرى لم تستجب للترقية على الإطلاق.

وبشكل عامّ، لا يمكن أن تصل شبكة Wi-Fi 7 على نحو رسمي إلّا عندما نرى اعتمادًا وحاجة أكبر للمعايير الحاليّة، ولكن مع التقدّم البطيء في طرح Wi-Fi 6E، فمن المحتمل أنّ الجيل القادم لا يزال على بعد عدّة سنوات من العثور على مكان في منازلنا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات