الـ Indie Games أو كما تسمى “الألعاب المستقلة”: هي ألعاب تم تطويرها من قبل شخص أو عدة أشخاص بغياب دعم مادي كبير يسمح لهم بتكوين فريق ضخم وتعزيز موارد كبيرة في اللعبة. المصطلح يعود تاريخه إلى بداية توفر الحواسيب للعامة، حيث عمل العديد من محبي البرمجة والألعاب بمساعدة أصدقائهم على برمجة الألعاب في غرفهم وبيعها إلى اللاعبين وإرسالها عبر البريد مقابل مبلغ مادي. ولكن مع اقتحام الشركات الكبرى لعالم صناعة الألعاب وضخّ مبالغ مالية ضخمة في هذه الصناعة بدءاً من عملية التطوير إلى عملية التوزيع، كان من المتوقع جداً انعدام حظوظ صناع الألعاب المستقلين في كسب اهتمام اللاعبين، ولكن حدث تماماً ما حدث في الصناعة المستقلة في السينما وباقي الفنون، بقيت وبقي جمهورها وذلك لأن لها نكهة خاصة وعالم سحري خاص.

ما الذي يميز هذه الألعاب عن غيرها؟

انطلاقاً من أن هذه الصناعة تمنح الصنّاع الحرية الإبداعية المطلقة، فإن هذه الألعاب توفر تجربة فريدة يطغى عليها الحس التجريبي وأفكار وأساليب لعب جديدة تكاد تكون مخاطرة في عالم صناعة الألعاب. وهذا بالضبط ما يميزها عن AAA Games (الألعاب التي يتم تطويرها في شركات ضخمة)، وذلك لأن الشركات الكبيرة غير منفصلة عن متطلبات اللاعبين وتحاول إرضاءهم بشتى الوسائل، فيغيب فيها حس التجديد والمفاجأة وتطوير أساليب وأفكار جديدة في الألعاب، وهنا يبرز نجم الألعاب المستقلة التي تتحلى بالتجديد والابتكار. بأخذ عام 2011 على سبيل المثال فإن أفضل الألعاب التي تصنف كألعاب AAA (COD MW3, Battelfield 3) تم صرف مبالغ مادية ضخمة على تطويرها، في نفس السنة ظهرت لعبة Minecraft المستقلة التي قام بتطويرها Markus Persson وأصبحت أكثر لعبة مبيعاً في التاريخ بعدد نسخ تتجاوز ال 200 مليون نسخة، بالرغم من بساطة شكل اللعبة مقارنة باللعبتين السابقتين إلا أن أهمية Minecraft تعود بالتأكيد لجرأة طرحها وتقديمها لمفاهيم جديدة في عالم الألعاب التي تساهم في تطوير الحس الإبداعي عند اللاعب وتمنحه الحرية المطلقة في اللعبة، كل هذا بلعبة تتطلب مواصفات تشغيل بسيطة جداً وبرسوميات بسيطة جداً.

لعبة Minecraft | المصدر: Nintendo

الأصالة بالطبع من أكثر ما يميز هذه الألعاب. في الكثير من الأحيان يتوجه الصناع المستقلين إلى قصص جديدة كلياً وكذلك فإن تقنيات حل المشاكل وفيزيائية اللعبة تكاد تكون رهاناً كبيراً بالنسبة للمطورين. حيث تنجح العديد من هذه الألعاب عن طريق توجيه صدمة للاعب حين تكسر كل توقعاته وتمنحه تجربة فريدة تعجز الشركات الكبرى على منحه إياه.

متطلبات تشغيل الألعاب المستقلة غالباً ما تكون بسيطة بسبب حجم اللعبة البسيط وصغر عالم اللعبة وبساطة الرسوميات بالمقارنة مع ألعاب AAA وهذا ما يجعل لهذه الألعاب شعبية أكبر، فبالتأكيد ليس الجميع يملك حواسيب بعتاد هائل يسمح لهم بتشغيل ألعاب ضخمة. ولكن الجدير بالذكر أيضاً أن أغلبية الألعاب المستقلة، نظراً لقلة عدد المطورين وقصر الوقت المستغرق في التطوير، تكون صغيرة ببيئتها أيضاً، حيث أن الكثير من الألعاب المستقلة الفردية لا تتجاوز مدة لعبها ال 5 ساعات، على عكس التجربة التي تقدمها الألعاب المطورة في الشركات الكبيرة التي تكون بيئة اللعبة فيها ضخمة ويستغرق اللاعب وقتاً أطول أثناء اللعب.

لعبة The First Tree | المصدر: Steam

تغير مفهوم الألعاب المستقلة مع التقادم:

لم يبق لقب الصناعة المستقلة كما هو عليه منذ إطلاقه، ففي الأعوام الأخيرة يصعب التمييز بين الألعاب المستقلة وغيرها. لم تعد صناعة الألعاب المستقلة مرتبطة بحجم الفريق الذي يعمل على اللعبة، حيث نجد الآن شركات بأكملها بعدد موظفين يتجاوز ال 60 موظفاً تطلق على نفسها لقب شركة ألعاب مستقلة، وكذلك لم تعد ترتبط بحجم المبلغ المادي الذي يصرف على تطوير اللعبة، حيث أن لعبة Inside من تطوير الشركة المستقلة Playdead كلفت ملايين الدولارات. بات من المتداول أكثر مصطلح لعبة مستقلة على كل الألعاب التي لا تصغ إلى اللاعبين واهتماماتهم، بل تحاول جاهدةً كسر النمطي في السوق وبناء شيء جديد ويخالف توقعات اللاعبين، بحيث أن تكون هذه العملية دقيقة ومدروسة ولا تهمل أي جانب من الجوانب الفنية في اللعبة.

هذا التغير الذي طرأ على المصطلح أحدث شرخاً بين اللاعبين، حيث يجد الكثيرون أن لقب الصناعة المستقلة يجب أن يكون بعيداً عن الشركات التي باتت تحاول استغلال هذا المصطلح لكسب أرباح أكثر وإبعاد الصناع المستقلين الحقيقيين عن السوق. والبعض يجد أن اقتحام الشركات لعالم الصناعة المستقلة ساهمت في انعاشها بشكل كبير، حافظت عليها من الاندثار وقربت اللاعبين بشكل أكبر من هذا العالم، حيث جمعت بين اللاعب المهتم بالتفاصيل الفنية وأناقة الرسوميات والجودة الموسيقية وبين اللاعب المهتم بالقصة وتقنيات حل المشاكل فقط.

لعبة Inside من تطوير شركة Play dead | المصدر Steam

الألعاب المستقلة، حافز للصانعين الجدد:

أكثر ما يحفز المهتمين بعالم البرمجة والمهتمين بصناعة الألعاب الجدد هو بالتأكيد الألعاب المستقلة، فهي تمنح شعوراً بأن صناعة الألعاب بموارد بسيطة وفريق صغير ممكن، خصوصاً بعد انتشار محركات صناعة الألعاب المجانية التي تمنح إمكانية صناعة الألعاب بقدرات برمجية متواضعة. لذلك توجه العديد من الصناع المستقلين والشركات المستقلة إلى بث يومياتها أثناء تطوير اللعبة على موقع يوتيوب ومنصات أخرى. وهذا بالتأكيد يحفز على ظهور مبرمجين جدد يحترمون هذه الصناعة ويساعدون على انتشارها ويقرب اللاعبين أكثر إلى عالم صناعة الألعاب والمشاكل والانتكاسات التي يتعرض لها المبرمجون أثناء تطوير اللعبة. من أهم الصناع المتواجدين على منصة يوتيوب هم Randy، وشركة Flow Studio.

فيديو لمطور لعبة Len’s Island:

فيديو للمطور Randy وهو يقوم بتطوير لعبته Arcana:
أهم الشركات المستقلة:

  1. Flow Studio: شركة استرالية ناشئة مستقلة تعمل منذ عامين ونصف على لعبة مرتقبة تسمى Lens’s Island ستصدر في بداية شهر 11 من هذا العام.

  1. Playdead: شركة دنماركية مستقلة أصدرت حتى الآن لعبتين حازت على تقييمات عالية جداً ونالت إعجاب اللاعبين. أصدرت في عام 2010 لعبة Limbo وفي عام 2018 لعبة Inside وتعمل منذ عدة أعوام على لعبة جديدة ستصدر في العام القادم.

  1. Amanita Design: شركة تشيكية مستقلة تعمل على تطوير ألعاب موجهة بشكل أساسي للهواتف، من أهم ألعابها والتي نالت شهرة واسعة Creaks التي صدرت عام 2020 على متجر Apple ولعبة Samorost 3 التي صدرت عام 2016 على كل من متجر Apple و Play.
  2. That Game Company: شركة أمريكية مستقلة عملت على تطوير لعبة تعتبر من أهم الألعاب في عالم الصناعة المستقلة تسمى Journey تتميز اللعبة بطابع عاطفي درامي مثير مليء بالمؤثرات البصرية والصوتية التي تساعد على الاسترخاء والتأمل.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
2 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات