استمع إلى المقال

Death’s Door أو باب الموت، لعبة فردية قتالية ثلاثية الأبعاد طورت من شركة Acid Nerve البريطانية على محرك الألعاب الشهيرUnity ، تم إصدار اللعبة في 21 يوليو 2021 ولاقت ردود فعل إيجابية، حيث بُيعت أكثر من 100 ألف نسخة في أول أسبوع من إطلاقها.

القائمة الرئيسية في Death’s Door

القصة:

يترجل غراب صغير من حافلة في عالم رمادي ديستوبي يفتقد إلى الألوان ويتوجه إلى مكتب تعمل فيه بعض الغربان حيث يجسد المكتب الحياة الآخرة. يوكّل المكتب مهمة إلى الغراب الصغير ويتم إرساله لالتقاط روح أحد الوحوش الذي يأبى أن يترك الحياة. وهناك يكتشف الغراب أن هناك الكثير من الغربان الذين اختفوا على هذا الطريق. تتوالى المهمات وتكثر الأبواب في المكتب البيروقراطي بحيث يقود كل باب إلى عالم يواجه فيه الغراب أعداء كثر ووحوش غريبة. يترأس كل هذه الأبواب كائن يسمى ملك الأبواب Lord of Doors الذي يجسد الإله المسيطر على الحياة الآخرة.

سيد الأبواب Lord Of Doors في أول لقاء بينه وبين الغراب الصغير

القصة معقدة ومسلية وتحمل الكثير من الرمزية وتقبل الكثير من التحليلات، ولكن المؤسف أن اللعبة مترجمة إلى 10 لغات فقط واللغة العربية غير مدرجة بينهم لذلك أعتقد أن فهم كل القصة صعب جداً بالنسبة للكثير من اللاعبين، خصوصاً أن القصة تروى على لسان الشخصيات بشكل كتابي فقط ولا توجد حوارات محكية تدور بين الشخصيات، حيث لا يمكن فهم نوايا الشخصية إلا بفهم الكلمات حرفياً، هذا ما قد يفقد الكثير من متعة اللعبة بالنسبة للمتحدثين بلغات أخرى غير تلك المدرجة فيها.

القصة طويلة جداً بالرغم من جماليتها، ولكن ما يجب عدم إهمالهم بعالم الألعاب هم اللاعبون غير المهتمين بالقصص واللذين يريدون فقط تخطي المراحل وقتال الوحوش دون الوقوف على الحوارات التي تدور بين الشخصيات، في عدة مراحل من Death’s Door يصعب على اللاعب فهم الخطوة التالية دون أن يفهم جملة حوارية أو مهمة معينة تم توكيلها له من قبل إحدى الشخصيات في اللعبة. فأحياناً نجد اللاعب بعد قتله لوحش في باب ما يعود مرة أخرى إلى عالم الآخرة ويبدأ البحث عن باب جديد، مكان الباب الجديد يُمَهد له عن طريق جمل حوارية تدور بين الشخصيات في الأبواب السابقة.

التقاء الغراب بالوحش الراقص | صندوق الحوار في اللعبة

التقاء الغراب الصغير بالغراب الفضي

كل هذا لا ينقص من جودة القصة ومتانتها التي ركز عليها المصممون والكتاب بشكل فائق، فاللذين يهتمون بالقصص ويتقنون بشكل جيد اللغات المدرجة داخل اللعبة تنتظرهم تجربة شيقة وفريدة مع الغراب الصغير.

أسلوب القتال:

اتبع المطورون الأسلوب القتالي الموجود في الكثير من ألعاب القتال الصغيرة التي يتحكم فيها اللاعب بشخصية تزداد قوتها ومهارتها مع التقدم في المراحل ويمتلك أسلحة أشد فتكاً مع التقدم والتغلب على الوحوش. يبدأ الغراب الصغير رحلته وهو يحمل سيفاً وقوساً فيه خمس أسهم. تتجدد الأسهم بعد توجيه ضربات صحيحة بالسيف للعدو. كما أن الغراب يمتلك فقط 4 أرواح (نقاط صحة) يمكن تجديدها بالوصول إلى وعاء يمتلك تربة صالحة حيث يمكن فيها زرع بذرة حياة، تنبت البذرة فيستهلكها الغراب لتتجدد نقاط الصحة. عند موته فإنه يظهر عند آخر باب خرج منه من الحياة الآخرة. هذا الأسلوب القتالي التقليدي يحظى بشعبية واسعة بين اللاعبين فهي مرتبطة بشكل كبير مع الألعاب الكلاسيكية كـ (سوبر ماريو، سونيك).

الضربات التي يمكن توجيهها بالسيف هي ضربة خفيفة أو ثقيلة، كما أن الحركات التي يقوم بها الغراب هي فقط دحرجة سريعة تفادياً للضربات السريعة التي قد يوجهها العدو، هذا ما قد يقود إلى استفسار بشأن اختيار المطورين لشخصية طائر من دون إعطائه ميزة طيران داخل اللعبة، في المراحل الأولى يصعب فهم عدم وجود زر يمكّن هذا الطائر الصغير المسكين من الطيران ويجنبه ضربات العدو.

مواجهة وحش القلعة

تخبط أسلوب اللعب: 

المشكلة الرئيسية في الأسلوب القتالي في اللعبة هي إن درجة صعوبة المعارك التي يخوضها الغراب الصغير قبل الوصول إلى الوحش (Boss) تختلف بشدة عن درجة صعوبة مواجهة الوحش نفسه. في المرحلة الأولى بالكاد توجه ضربة سيف خفيفة باتجاه أحد الأعداء حتى تجد نفسك أمام وحش يمتلك أكثر من 6 مهارات هجومية ودفاعية ويكون اللاعب بالكاد قد تمكن من كل أزرار اللعبة. عدد المرات التي يتعرض فيها اللاعب إلى القتل على يد الأعداء هائلة، ويعود ذلك بالطبع إلى درجة صعوبة اللعبة نفسها التي -مع الأسف- لا يمكن التحكم بها قبل البدء باللعبة، الأمر الذي قد يصعّب اللعبة على اللاعبين الذين لا يمتلكون صبرا كافياً يمكّنهم من  الحظي بتجربة ممتعة في اللعبة. كما أن اللعبة في الكثير من الأحيان تتبع أسلوب كثرة الأعداء كوسيلة لرفع درجة الصعوبة ولكن هذا الأسلوب يصبح مملاً جداً تدريجياً بالتقدم في المراحل، حيث تجد نفسك في عدة مراحل بين 20 عدو من 4 أصناف يكاد يكون تفادي ضرباتهم شبه مستحيلاً.

مواجهة أول وحش في اللعبة:

ما لا يمكن إنكاره أن اللعبة تزرع روح المغامرة بداخل اللاعب واللعبة نفسها بالرغم من صعوبتها إلا أنها تعطي شعورا جميلاً بالتقدم في المراحل والتغلب على الوحوش.

الجوانب الفنية:

اللعبة كما ذكرنا تم تطويرها على المحرك Unity الذي أثبت قوته في العديد من ألعاب المغامرة والقتال. اللعبة تبدو برسومياتها لطيفة حيث من الواضح اتباع المطورين نوعاً من الأسلوب التقليلي (Minimalism) في رسم الشخصيات والبيئات في اللعبة، كان بالإمكان بالطبع التركيز أكثر على دمج الشخصيات بالبيئات خصوصاً على مستوى تباين الألوان ودرجات الظل والإضاءة، ففي الكثير من الأحيان يمكن ملاحظة انفصال الشخصية عن البيئة خلفها بسبب التباين في الإضاءة وأيضاً حدة حواف الشخصيات التي قد تكون مزعجة بالرغم من وضع كل إعدادات الرسوميات على الحد الأعلى.

شكل شخصية الجدة في اللعبة

يُلاحَظ التركيز الشديد على اختيار الألوان في اللعبة، وقد نجح المصممون فيها، حيث نجد بيئة مثل الحياة الآخرة خالية تماماً من الألوان ولكنها تساعد بقوة على تقديم وشرح القصة. بخلاف بيئة الـ Witch of Urns Grandma التي يطغى عليها اللون الأخضر الذي يدل على سوء نية الوحش “الجدة”.

دخول الغراب إلى زنزانة الفطر Mushroom Dungeon

يمكن النظر إلى الجوانب الفنية من اللعبة كنتاج فني جيد جداً لا يرتقي إلى أن يكون ممتازاً ولكنه بالطبع يقدم تجربة ممتعة بصرياً وسمعياً للاعب.

تطوير اللعبة:

اللعبة تم تطويرها من قبل شخصين فقط وتم إطلاقها على كل من المنصات Windows و Xbox One و Xbox Series X/S، والملفت للنظر أنه بالرغم من صغر الفريق إلا أن اللعبة واسعة جداً وبالكاد يستطيع اللاعب إنهاءها خلال 9 ساعات لعب. كما أن التصميم والقدرة على ابتكار قصة متكاملة ووحوش بقدرات ومهارات مختلفة تكاد تكون مهمة مستحيلة على شخصين.

اللعبة تمتلك منطقاً مبنياً بشكل جيد يستند إليه الأعداء أثناء مواجهة اللاعب. فبعد تجربة لعب طويلة لم ألاحظ أية ثغرة منطقية يصبح فيها الأعداء يرتطمون ببعضهم، يتداخلون بالعناصر الأخرى في البيئة أو يتجاوزون المكان المخصص لهم بالهجوم.

مواجهة الوحش الراقص في البهو

كان بالإمكان أن يوفّر المطورون خريطة صغيرة ضمن اللعب تسهل عملية البحث والتنقل بين الأبواب خصوصاً أن اللاعب أحياناً يضطر للعودة إلى بداية المرحلة بعد موت الغراب ويصعب العودة إلى النقطة المنشودة. كما أن المطورون زادوا من صعوبة اللعبة بإحياء الأعداء الذين قتلهم الغراب أيضاً في حال موته وبعثه من جديد.

يجب ذكر نقطة إيجابية بأن اللعبة موجهة تقريباً لمختلف تصنيفات الحواسيب من ناحية قوة العتاد، فمن الجيد تقديم تجربة لعب جيدة بمتطلبات تشغيل ضعيفة نسبياً.

المواصفات المستحسنة للتشغيل:

المعالج: Intel Core i5-4670K (4 * 3400) or equivalent; AMD FX-8350 (8 * 4700)

كرت الشاشة: GeForce MX 150 ( 2048 MB); Radeon R7 260X (2048 MB)

الذاكرة العشوائية (RAM): 8 GB

المساحة: 5 GB

تقييم اللعبة:

الغراب الصغير وبالرغم من عدم قدرته على الطيران إلا أن رفقته تكون ممتعة بالتأكيد، كان بالإمكان أن تكون اللعبة أكثر تطوراً في العديد من عناصرها، ولكنها تبقى تجربة شيقة تستحق الخوض.

7/10

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات