استمع إلى المقال

في وقتنا الحالي، غالبًا ما يُنظر إلى التكنولوجيا على أنها ضرورة وليست سلعة. وذلك لأن التكنولوجيا تساعد في تطوير وتحديث أي مجال تقوم باقتحامه، سواء كانت تطبيقات مساعدة أو ذكاء صنعي أو أجهزة وأدوات مساعدة، ومن بين الآلاف من المجالات والصناعات التي برز دور التكنولوجيا فيها، كان مجال دعم الصحة النفسية، التي كان تأثيرها واضح وجلي للكثيرين. وذلك بسبب مجموعة متنوعة من العوامل سنأتي على ذكرها بشكل مفصل لاحقًا، ولكن قد يكون من الأسباب الرئيسية هو شعور البعض بارتياح أكبر وإحراج أقل في الاعتماد على الدعم التكنولوجي أكثر من الاعتماد على أخصائي الصحة النفسية. مع وضع هذا السبب وغيره في الاعتبار، أصبحت تطبيقات الصحة النفسية جزءًا من صناعة سريعة النمو على مدار السنوات العديدة الماضية.

وبسبب التأثيرات السلبية التي تُسببها إصابات الصحة النفسية للمجتمع مثل الاكتئاب والقلق والذهان والاضطرابات النفسية الأخرى التي لا تُحصى. فحسب إحصائية أجراها موقع Nami.org عام 2020: يعاني حوالي 46 مليون بالغ أمريكي من اضطراب نفسي. 18% من البالغين يعانون من اضطراب القلق. و7% أصيبوا بنوبة اكتئاب كبرى واحدة على الأقل.

  • يعاني 1 من كل 5 بالغين في الولايات المتحدة من مرض نفسي سنويا
  • يعاني 1 من كل 20 بالغًا في الولايات المتحدة من مرض نفسي خطير سنويا
  • يعاني 1 من كل 6 شباب في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عامًا من اضطراب في الصحة النفسية سنويا
  • تبدأ نسبة 50٪ من جميع الأمراض النفسية مدى الحياة ببلوغ سن 14 عامًا، و75% بحلول سن 24 عامًا
  • الانتحار هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و34 عامًا

تبدو هذه الأرقام مزعجة ومخيفة في الوقت ذاته، وخصوصًا عندما ندرك أن الأمراض النفسية قد تصيب أشخاصاً نعرفهم كالأصدقاء أو العائلة أو شركاء العمل. ولسوء الحظ، تفتقر منطقتنا العربية لإحصائيات مماثلة بسبب قلة المنظمات والمؤسسات التي تُعنى بالصحة النفسية، وبسبب الوصمة التي لا زالت ترافق الأمراض النفسية. لكن يمكننا الجزم بأن النسب في منطقتنا أعلى من المذكورة أعلاه، ويعود ذلك إلى الواقع المذري الذي تعيشه معظم بلاد المنطقة، والذي يشكل تربةً خصبة لهذه الأمراض. وقد تُدمر هذه الاضطرابات الحياة من خلال تدمير الوظائف وإنهاء الكثير من العلاقات الزوجية والتهديد بالعنف الأسري وغير ذلك الكثير.

 ولسوء الحظ، ومع تزايد ضغوطات الحياة وسرعة وتيرة الحياة اليومية، تزداد أعداد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، ويكاد يكون من المستحيل على كل مريض مصاب أن يتلقى الرعاية المهنية الفردية التي يحتاجها. قد لا يتوفر عدد كافٍ من المتخصصين في مجال الصحة النفسية أو تكون التكلفة هي أيضًا من العقبات التي تواجه المصابين.

وهنا يبرز دور التكنولوجيا في مساعدة المصابين بإضرابات نفسية، فأغلب المرضى يلجؤون إلى موارد الصحة عبر الإنترنت وتطبيقات الهاتف الذكي للحصول على المساعدة.  وبالطبع، تُثار الكثير من الأسئلة بخصوص فعالية هذه التطبيقات ومدى موثوقيتها واحترامها لخصوصية مستخدميها.

الذكاء الصنعي والصحة النفسية

قامت الدكتورة كاثلين فيتزباتريك، من قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية ستانفورد للطب، وزملائها بدراسة روبوت محادثة يدعى Woebot، وهو وكيل محادثة نصي يستخدم مبادئ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لمساعدة المستخدمين الذين يعانون من أعراض الاكتئاب.فقد أجروا تجارب علمية لمقارنة روبوت المحادثة بمجموعة تحكم لديها إمكانية الوصول إلى كتاب إلكتروني عن الصحة النفسية.

ووجدوا أن البرنامج قدّم تحسينات قابلة للقياس على استبيان صحة المريض المكون من تسعة عناصر، ومقياس اضطراب القلق العام المكون من سبعة عناصر، ومقياس التأثير الإيجابي والسلبي بين طلاب الجامعات.

يستخدم Woebot معالجة اللغة الطبيعية لإنشاء “مستشار” محادثة يجعل المستخدمين مرتاحين للكشف عن بعض أفكارهم الشخصية. ويبدو أن العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض الاكتئاب يفضلون هذا النهج؛ لأنهم يشعرون بالحرج الشديد من مناقشة هذه القضايا مع إنسان حقيقي. وتشير بعض الإحصائيات التي أجراها موقع mental.jmir.org إلى أن ثلاثة من كل أربعة طلاب جامعيين لا يحصلون على الخدمات الطبية التي يحتاجون إليها، وليس ذلك بسبب عدم توفر الخدمات أو ارتفاع أسعارها. ولكن حوالي 70% من المراهقين مهتمون بتطبيقات الأجهزة المحمولة لمساعدتهم على مراقبة وإدارة المشاكل النفسية.

وقام محرك البحث “بَبمد” (PubMed) المختص بجمع بيانات‏ من أجل مصادر وملخصات المقالات المتعلقة بالأبحاث الطبية، بمراجعة أكثر شمولاً للبحث حول روبوتات المحادثة الخاصة بالصحة النفسية وخلُصت إلى ما يلي: بشكل عام، أظهر وكلاء المحادثة إمكانية الاستفادة في التثقيف النفسي والالتزام الذاتي. بالإضافة إلى ذلك، كان معدل رضا روبوتات المحادثة مرتفعًا في جميع الدراسات، مما يشير إلى أنها ستكون أداة فعالة وممتعة في العلاج النفسي. ولكن هناك ملاحظة تحذيرية أخرى، وجد التحليل أيضًا أنه نظرًا لعدم تجانس الدراسات التي تمّت مراجعتها، يلزم إجراء مزيد من البحث مع تقارير النتائج الموحّدة لفحص فعالية وكلاء المحادثة بشكل أكثر شمولاً.

تطبيقات الصحة النفسية

قد يكون البحث عن خدمات الصحة النفسية أمرًا يدعو إلى القلق إلى حد ما، لا سيما أن هناك العديد من الخيارات. وبالرغم من ذلك، تنافس خيارات المعالجة عن بعد المتاحة  بالفعل خدمات الصحة النفسية التقليدية. ويمكن الوصول إلى العديد من هذه الخيارات عبر تطبيقات مصممة لتبسيط رحلة معالجة الصحة النفسية. وتسمح معظم هذه التطبيقات بالوصول إلى ميزاتها في أي وقت، وتقدم عدد من الطرق للبقاء على اتصال، مثل التذكيرات اليومية، وتتبع المشاعر، والمواد التعليمية الوفيرة.

وعلى الرغم من أن جميع تطبيقات الصحة النفسية هذه ليست بمثابة شخص مرخّص ومخصص للمعالجة، إلا أنها يمكن أن تكون أدوات رائعة للمساعدة في إدارة مخاوف البعض والعلاجات المتعلقة بالصحة النفسية. وسنقوم بذكر بعض أفضل تطبيقات وخدمات الصحة النفسية من وجهة نظرنا.

MoodMission

تطبيق MoodMission مدعوم بالبحوث العلمية، ويمنح مهام للمساعدة في تحسين الحالة المزاجية ومهارات الصحة النفسية.

التكلفة: 4.99 دولارًا لنظام iOS و5.99 دولارًا لنظام أندرويد

إيجابيات

تم تطويره بواسطة متخصصين في الصحة النفسية

مكافآت داخل التطبيق لزيادة الدافع

أنشطة تحسين الحالة المزاجية عندما تكون منخفضة

أنشطة العلاج السلوكي المعرفي القائمة على الأدلة للاكتئاب والقلق

سلبيات

غير مجاني

تقتصر الخيارات على “المهام” المحددة مسبقًا

لا يشمل الوصول إلى المساعدة المهنية

يتطلب الاستخدام المنتظم لزيادة التخصيص

قد تكون بعض خيارات النشاط مستهلكة للوقت أو صعبة

 غير متاح باللغة العربية، ويتطلب لغة إنجليزية متوسطة فما أعلى.

تجري جامعة موناش الأسترالية بحثًا حول التطبيق وكيفية تأثيره على المستخدمين. لمساعدتهم في جمع البيانات، يُطلب من المستخدمين إكمال ستة استطلاعات (تستغرق كل منها حوالي خمس دقائق) قبل فتح التطبيق. تغطي أسئلة الاستطلاع موضوعات مثل العواطف والرفاهية العامة.

يهدف التطبيق إلى مساعدة الأشخاص الذين يتعاملون مع التوتر أو القلق أو الاكتئاب. يوصي التطبيق “بمهام” بناءً على ما يشعر به المستخدم.

كل المهام التي يقدمها التطبيق هي نشاط يهدف إلى تحسين الحالة المزاجية أو مهارات المريض. قد تشمل المهمات أشياء مثلاً:

  • الأنشطة القائمة على العاطفة مثل تمارين التنفس
  • الأنشطة القائمة على السلوك مثل تعلم كيفية الحياكة أو الكروشيه أو الخياطة
  • الأنشطة البدنية مثل تمارين الضغط
  • الأنشطة القائمة على الفكر مثل تعلّم كيفية إعادة صياغة الأفكار السلبية

كل ما على المريض هو تحديد ما يشعر به سواء كان القلق أو الاكتئاب أو غيره، ثم يحدد مدى انزعاجه. ويختار من قائمة الخيارات لتحديد المشكلة التي يواجهها على أفضل وجه، مثل لا يمكنني التوقف عن التفكير في شيء ما أو لا يمكنني تحديده تمامًا.

بناءً على هذه الردود، يقترح التطبيق خمس مهام مختلفة. تحتوي كل مهمة على اعتراضات وشرح لكيفية مساعدة النشاط. يمكن فيما بعد اختيار قبول مهمة، وبعد الانتهاء من المهمة، يجب تقييم مدى الشعور بالضيق أو وجود تحسن.

يوجد سجل مهام يعرض جميع المهام المكتملة، وسيتم تخصيص رتب كلما تم التقدم في التطبيق. الهدف هو تحديد استراتيجيات بسيطة وفعالة لتحسين المزاج.

Moodfit

تطبيق Moodfit مجاني يساعدك على تتبع حالتك المزاجية، ويمنحك تمارين للمساعدة في معالجة المشاعر السلبية.

إيجابيات

قابل للتكيف والتخصيص بناءً على الأهداف والاحتياجات

القدرة على تتبع التقدم اليومي

تمارين قابلة للتنفيذ

تذكيرات يومية لإبقاء المستخدم على المسار الصحيح

سلبيات

بعض الميزات المتقدمة لها تكاليف إضافية

يمكن أن يستغرق تتبع الحالة المزاجية وقتًا طويلاً

يتوفر التطبيق لكلا النظامين أندرويد و iOS، يأتي التطبيق مع أدوات ورؤية تهدف إلى تغيير المزاج العام. ويساعد التطبيق على فهم أفضل للمشاعر أو المعاناة من القلق أو الاكتئاب أو مستويات عالية من التوتر. يوفر التطبيق استبيان يساعد في تحديد مدى خطورة الأعراض، بالإضافة إلى العديد من المقالات والملفات الصوتية التي يمكن أن تساعد على فهم ما تواجهه بشكل أفضل.

يسمح تطبيق Moodfit أيضًا بتتبع الحالة المزاجية مع مرور الوقت، وسيدرك المستخدم بشكل أفضل أنواع الأشياء التي تؤثر على مشاعره، مثل النوم والأدوية والتمارين الرياضية. يقدم التطبيق رؤى قابلة للتنفيذ حول ما يؤثر على الحالة المزاجية ويوفر استراتيجيات للشعور بالتحسن، وذلك من خلال تعليم مناقشة الأفكار السلبية بصورة مفرطة وسجل الأفكار الذي يوفر استراتيجيات لتعديل الأفكار غير المنطقية لتعلم كيفية التفكير بشكل مختلف. ويعلّم أيضًا مهارات جديدة مثل الامتنان، في بضع دقائق فقط يوميًا.

يمكنك أيضًا استخدام التطبيق لإنشاء تجارب خاصة واختبارها. على سبيل المثال، إذا كان المريض يشك في أن طعامًا معينًا (مثل الغلوتين) قد يؤثر على حالته المزاجية، فإن التطبيق يسمح بتتبع ذلك.

ويساعدك التطبيق أيضًا على فهم الأدوية وعلاجها بشكل أفضل. فهو يساعد في تحديد استراتيجيات العلاج التي تعمل بشكل أفضل حتى يتم التمكن من فهم كيفية تحسين الأعراض بشكل أفضل.

Talkspace

موقع Talkspace يقوم بربط المريض بشبكة واسعة من المتخصصين في الصحة النفسية وهو معروف جيدًا في جميع المجالات.

التكلفة: تختلف بناءً على الخطط، ولكنها تبدأ من حوالي 65 دولارًا لعلاج غير محدود بالرسائل

الإيجابيات

القدرة على التحدث إلى أخصائي صحة نفسية مرخص

يمكن للمعالجين تشخيص وعلاج الحالات المختلفة

مجموعة جيدة من خيارات الأسعار المتاحة

طرق عديدة للتواصل مع المعالجين

المحادثات خاصة وآمنة

سلبيات

أغلى من بعض التطبيقات الأخرى

غير مناسب لأمراض الصحة النفسية المزمنة

يقوم هذا الموقع بعملية تواصل بين المريض وأخصائي صحة نفسية مرخص حتى يتمكن من تلقي العلاج من خلال الكمبيوتر أو الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي. يتمتع جميع المعالجين في Talkspace بأكثر من 3000 ساعة من الخبرة السريرية، وقد تم تدريبهم بعناية لتقديم العلاج عبر الإنترنت.

مقابل 65 دولارًا، يمكن الحصول على علاج غير محدود بالرسائل. يمكنك إرسال رسائل نصية وفيديو ورسائل صوتية إلى المعالج في أي وقت، وسيتلقى ردًا من مرة إلى مرتين يوميًا، لمدة خمسة أيام في الأسبوع. وفي الحال الرغبة في إجراء محادثة مباشرة، فيمكن طلب تحديد موعد للدردشة المرئية. مقابل 260 دولارًا شهريًا، سيحصل على رسائل غير محدودة بالإضافة إلى جلسة مباشرة واحدة مع المعالج كل شهر. يقدم موقع Talkspace أيضًا إصدارًا تجريبيًا مجانيًا لمدة أسبوع واحد.

مشكلة في خصوصية تطبيقات الصحة النفسية

إن المعلومات التي يشاركها المريض في جلسات العلاج سرية تمامًا، ما لم يعتقد أخصائي الصحة النفسية المعني أن مريضة في خطر. هذا فيما يخص الاستشارات والمراجعات مع اختصاصيين بصورة مباشرة، أما فيما يتعلق بتطبيقات الصحة النفسية، فـ 70% من تطبيقات الصحة النفسية ليس لديها سياسات خصوصية متاحة لمستخدميها، مما يثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية والسرية، لا سيما فيما يتعلق بالمعلومات الشخصية للمستخدمين. فبدون سياسات الخصوصية الواضحة، قد يتعرض أي عميل مجهول للتهديد، ويمكن استخدام معلوماته الشخصية دون علمه أو إذنه.

تقرير من باحثي Mozilla يسلط الضوء على المشكلة

في بداية شهر مايو / أيار الحالي، أصدر فريق من الباحثين من شركة Mozilla، تقرير مفاده أن تطبيقات الصحة النفسية لديها حماية خصوصية سيئة للغاية للمستخدمين، وهذا ينطبق على معظم أنواع التطبيقات الأخرى.

وأوضح جين كالتريدر، رئيس دليل Mozilla Privacy Not Included في بيان، أن الغالبية العظمى من تطبيقات الصحة النفسية يتتبعون ويشاركون ويستفيدون من الأفكار والمشاعر الشخصية الأكثر سرية للمستخدمين، مثل الحالة المزاجية والحالة النفسية والبيانات الحيوية.

وقام الفريق بتحليل 32 تطبيقًا للصحة النفسية. من بين هذه التطبيقات، تم منح 29 تطبيقًا علامة تحذير “الخصوصية غير متضمنة”، مما يشير إلى أن الفريق لديه مخاوف بشأن كيفية إدارة التطبيق لبيانات المستخدم. وأشار الفريق في البيان إن التطبيقات مصممة لقضايا حساسة مثل حالات الصحة النفسية، لكنها تجمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية بموجب سياسات الخصوصية الغامضة. كان لمعظم التطبيقات أيضًا ممارسات أمان ضعيفة، مما يسمح للمستخدمين بإنشاء حسابات بكلمات مرور ضعيفة، على الرغم من احتوائها على معلومات شخصية كثيرة وحساسة.

والتطبيقات ذات أسوأ الممارسات، وفقًا Mozilla، هي Better Help و Youper و Woebot و Better Stop Suicide و Pray.com و Talkspace. على سبيل المثال، أوضحوا بأن روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الصنعي Woebot يجمع معلومات حول المستخدمين من أطراف ثالثة ويشارك معلومات المستخدم لأغراض الدعاية. يقوم موقع العلاج Talkspace بجمع نصوص دردشة المُستخدِم.

 وذكرت ميشا ريكوف، باحثة ضمن فريق Mozilla، بأنه يتم استثمار مئات الملايين من الدولارات في هذه التطبيقات، على الرغم من عيوبها. ووصفت ريكوف بعض الحالات، بأنها تعمل مثل آلات لجمع البيانات فقط دون تقديم أي دعم. إلى جانب ذلك، تجمع بعض التطبيقات بيانات إضافية من منصات تابعة لجهات خارجية مثل الفيسبوك، أو في أماكن أخرى على هواتف المستخدمين، أو وسطاء البيانات.

ناهيك عن وضع الأمن المثير للسخرية في بعض التطبيقات، على الرغم من التعامل مع معلومات حساسة بشكل لا يصدق، فإن بعض ممارسات الأمان في بعض التطبيقات كارثية. فهناك ثمانية تطبيقات على الأقل تسمح بكلمات مرور ضعيفة. وأوضح التقرير شكوكه حول ما إذا كانت العديد من التطبيقات تدفع بتحديثات الأمان بانتظام أو كانت لديها طريقة لإدارة الثغرات الأمنية الموجودة في تطبيقاتها.

وأوصى التقرير أنه يجب على آباء الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون هذه التطبيقات الانتباه جيدًا لكيفية التعامل مع خصوصية أطفالهم. تستهدف العديد من تطبيقات الصحة النفسية فئة الشباب والمراهقين. وأشار التقرير بأنه عندما يشارك المراهقون المعلومات ضمن هذه التطبيقات، يمكن تسريبها أو اختراقها أو استخدامها لاستهدافهم بإعلانات مخصصة وتسويق لسنوات قادمة.

خاتمة 

قد تكون هناك عدة أسباب لتوجه الأشخاص الذين يحتاجون الرعاية الصحية النفسية، إلى التطبيقات البديلة عن الاختصاصيين التقليديين، وحتى اختيار تطبيقات غير معروفة، ومن هذه الأسباب سهولة الاستخدام. فيبدو أن أكثر المرضى يفضلون سهولة الاستخدام على الثقة. ومن المرجح أن تجذب التطبيقات التي يسهل التنقل فيها انتباه شخص ما أكثر من تلك التي يثق بها أخصائيو الصحة النفسية. يشير هذا إلى أن فعالية التطبيق، بالنسبة للعديد من المستهلكين، ليست اعتبارًا مهمًا، على الأقل عند مقارنتها بسهولة الاستخدام.

ناهيك عن التكلفة الباهظة للاختصاصيين مقارنةً بتكلفة التطبيقات التي يأتي بعضها بشكل مجاني تقريبًا، وكما من الصعب على العديد من المرضى العثور على رعاية الصحة النفسية التقليدية، فمعظم المعالجين لديهم قوائم انتظار طويلة، ويمكن أن يكون التنقل في التأمين والتكاليف عائقًا رئيسيًا للرعاية. ومثلها مثل أي تجارة ومشروعات ناجحة. سعت تطبيقات الصحة النفسية لملء هذا الفراغ من خلال جعل الموارد أكثر سهولة ومتاحة للجميع.

الهدف من هذه المقالة بالتأكيد ليس ترهيب مستخدمي هذه التطبيقات، بالعكس فهذه التطبيقات وبحسب الأرقام والإحصائيات التي تم ذكرها أعلاه قد ساعدت بشكل ملحوظ في تحسّن الحالة المزاجية لفئات عمرية منوعة، وحل بعض المشاكل المتعلقة بالقلق والاكتئاب والخوف، ولكن وجب علينا التحذير من سوء الاستخدام، وتوضيح السُّبل والتدابير حول الاستخدامات الصحيحة لهذه التطبيقات.

لذا يفضل أن يتم فحص محتوى التطبيق بدقة. قبل عملية التنزيل، ويفضل أيضًا مناقشة التطبيق مع المعالج الشخصي في حال الرغبة في الحصول على رأي متخصص، والتأكد من سياسة الخصوصية في التطبيق قبل تحميل مجموعة من المعلومات الشخصية، والتأكد من أن التطبيق يحتوي على سياسة خصوصية واضحة. لحماية المعلومات الشخصية وعدم مشاركتها دون موافقتنا.‍

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات