تراجع مبيعات الهواتف يدفع “أوبو” إلى إيقاف تطوير رقائقها؟

تراجع مبيعات الهواتف يدفع “أوبو” إلى إيقاف تطوير رقائقها؟
استمع إلى المقال

مستشهدة بتراجع مبيعات الهواتف الذكية وعدم اليقين في الاقتصاد العالمي، صرحت شركة “أوبو” الصينية بإغلاق قسمها لأشباه الموصلات والتوقف عن تطوير رقائقها، حيث يجبر ضعف الطلب العالمي الشركات المصنعة على خفض التكاليف وإعادة وضع الاستراتيجيات.

عبر بيان جديد، قالت الشركة، “بسبب الشكوك في الاقتصاد العالمي وصناعة الهواتف الذكية، يتعين علينا إجراء تعديلات صعبة من أجل التنمية الطويلة الأجل”.

تطوير الرقائق ليس سهلا

مثل “أبل”، بدأت “أوبو” بصنع معالجات مشتركة للتصوير ومكونات الهواتف الذكية الأخرى، لكنها لم تنجح في إطلاق الشريحة الأكثر أهمية في الجهاز، ولا تزال تعتمد على الشركات الأخرى للحصول عليها.

الحركة المفاجئة من “أوبو” تسلط الضوء على حواجز الدخول العالية لصانعي الإلكترونيات الذين يتطلعون إلى المشاركة في تطوير الرقائق.

تطوير رقائق للإلكترونيات الاستهلاكية والهواتف الذكية يتطلب استثمار مئات الملايين من الدولارات والتزاما على المدى الطويل. إلى جانب ذلك، فإن تحقيق الفعالية من حيث التكلفة يتطلب شحن ملايين الوحدات كل عام.

حاليا، لا يطور سوى اللاعبان الثريان “أبل” و”سامسونج” رقائق الهاتف المحمول الخاصة بهما والرقائق الأخرى لمنتجاتهما الخاصة. 

وجود الرقائق المخصصة يجعل من السهل تضمين ميزات أو خوارزميات فريدة في المنتجات، مما يساعدها بدوره على التميز عن المنافسين.

المصنّع الرابع للهواتف في العالم من حيث عدد الشحنات أكد إيقاف تشغيل “ZEKU“، وحدة تطوير الرقائق الرئيسية في الشركة التي أنشأتها في عام 2019، مع التوقف عن تطوير رقائقه.

الإغلاق يؤثر في العديد من رقائق سلسلة “Marisilicon”، بما في ذلك معالج إشارة الصور المدعوم بالذكاء الصنعي وشرائح البلوتوث، بالإضافة إلى معالج هاتف ذكي قادم استغل نفس تقنية إنتاج الرقائق المتطورة التي تستخدمها “TSMC” لإنتاج رقائق لأجهزة “آيفون” من “أبل”.

“أوبو” تواجه صعوبات جمة

كانت “هواوي” تمتلك وحدة الشرائح التنافسية “HiSilicon”، حيث صممت شرائحها الأساسية للهواتف الذكية ومعدات الاتصالات، ولكن الحملة الأميركية قيدت وصولها إلى تقنيات إنتاج الرقائق المتطورة.

بعد رؤية تأثير تلك الحملة في “هواوي”، حيث شلّت أميركا قسم الهواتف الذكية في الشركة الصينية عبر فرض عقوبات منعته من الحصول على المكونات الرئيسية، اتجهت “أوبو” إلى تطوير رقائقها سعيا وراء الاعتماد على الذات. ومع ذلك، فإن تصميم الرقائق يتطلب جهودا طويلة الأمد.

لكن القرار الجديد يأتي بمثابة مفاجأة لأولئك الذين يعتقدون أن “أوبو” تعمل على تعزيز تطوير الرقائق، حيث تهدد التوترات الجيوسياسية المتزايدة مع الولايات المتحدة بمنع وصول الشركات الصينية إلى الموردين الرئيسيين.

في العام الماضي، أصدرت الولايات المتحدة قيودا شاملة على مبيعات الرقائق إلى الصين ودول أخرى في أعقاب الحرب في أوكرانيا. 

نتيجة لذلك، يتعين على شركات تصنيع الهواتف الصينية، بما في ذلك “أوبو”، الحصول على تراخيص لاستخدام الرقائق التي تصنعها شركات مقرها الولايات المتحدة.

خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي، أبرمت الولايات المتحدة صفقة مع هولندا واليابان لتقييد صادرات تكنولوجيا تصنيع الرقائق. 

هذه الخطوة تؤدي إلى عزل الشركات الصينية عن موردين مثل “ASML”، المنتج الوحيد في العالم لآلات الطباعة الحجرية اللازمة لتطوير رقائق جديدة.

وفقا لبيانات شركة أبحاث السوق “IDC”، شهد سوق الهواتف الذكية انخفاضا حادا بنسبة 11.3 بالمئة في عام 2022 بالمقارنة مع العام السابق، وتراجع إجمالي شحنات الوحدات إلى أقل من 300 مليون لأول مرة منذ عقد. بالنسبة لعام 2023، تتوقع “IDC” أن ينخفض السوق أكثر.

في شهر شباط/فبراير الفائت، أشار رئيس المبيعات والخدمات الخارجية في “أوبو” إلى أن الشركة ترى حالة من عدم اليقين في المستقبل. بالرغم من نجاح طرح الهاتف الذكي القابل للطي، فإنه توقع أن يستمر تصحيح السوق حتى الربع الثالث من هذا العام.

أخيرا، تمثل “أوبو” إحدى العلامات التجارية للهواتف الذكية المحلية الأكثر مبيعا في الصين، لكن سوق الهواتف الذكية هناك، الأكبر في العالم، يكافح للتعافي من واحدة من أسوأ حالات الركود، حيث يواصل المستهلكون المهتمون بالتكلفة الابتعاد عن عمليات الشراء المكلفة حتى بعد رفع البلاد لقيود “كورونا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات