استمع إلى المقال

منصة “تويتر” تتمتع بشعبية خاصة لدى الكثير من المستخدمين حول العالم، وذلك لأنها تسهل عليهم مشاركة المحتوى في شكل سريع يسهل التفاعل معه، لهذا جذبت الكثير من الناشطين والحقوقين الذين يستخدمون المنصة لتسجيل المخالفات الحكومية والتحدث عنها في جميع دول العالم، والهند ليست استثناء لهذه القاعدة. 

أسلوب “تويتر” في التعامل مع التغريدات المعارضة للحكومة جلب غضب الحكومة الهندية ودفعها لمطاردة ومهاجمة منازل العاملين في “تويتر” في الماضي، ولكن لماذا اتجهت الشرطة الهندية لهذا التصعيد مرة واحدة. 

دورسي يكشف الماضي

جاك دورسي أحد مؤسسي “تويتر” والمسؤولين عنه قبل بيعه إلى إيلون ماسك خرج في بودكاست جديد يدعي “Breaking Points”، تحدث فيه عن ماضي المنصة وكيف كانت تتعامل مع الحكومات تحت قيادته. 

أثناء حديثه، ذكر دورسي الموقف الذي حدث مع الحكومة الهندية، إذ قال إنها طالبت بإزالة الكثير من التغريدات حول تظاهرات المزارعين في 2021 إلى جانب مجموعة تغريدات لأحد الصحفيين المعارضين للحكومة الهندية مع تهديدها بالقتل أمام مسؤولي “تويتر”. 

التهديدات لم تقف عند الصحفيين فقط، بل امتد الأمر إلى العاملين في “تويتر” والشركة بحد ذاتها، إذ وصلت التهديدات إلى اقتحام المنازل واعتقال العاملين في المنصة إلى جانب إغلاق مكاتب “تويتر” في الهند وحظرها من العمل في الدولة، ورغم أن الحكومة الهندية اقتحمت منازل العاملين في المنصة، إلا أنها لم تستطع إغلاقها بشكل كامل. 

مطالب الحكومة تنوعت بين حذف التغريدات تماما أو حظر الحسابات التي شاركت في التظاهرات وكانت تتحدث عنها بشكل جيد وتسيء للحكومة، وفي النهاية، لم تستجب “تويتر” لمطالب الحكومة على الإطلاق، وهو ما دفع الهند لإصدار قانون يدين العاملين في الشركات التقنية إذا رفضوا الاستجابة لمطالب نيودلهي. 

مقر “تويتر” الرئيسي في الهند – ديلهي

بالطبع، حكومة الهند خرجت تنفي ادعاءات دورسي تماما وقالت إنها “كذب صريح” ومحاولة منه لجذب الأنظار إليه، وذلك على لسان راجيف شاندراسيخار وزير تكنولوجيا المعلومات الهندي، وعندما حاولت صحيفة “إنسايدر” التواصل معه رفض التعليق عن المسألة تماما. 

“تويتر” بين اليوم والأمس

وجهة نظر دورسي وإيلون ماسك تختلف تماما فيما يتعلق بإدارة محتوى “تويتر” السياسي، وهو الأمر الذي أصبح واضحا بعد هذه التصريحات الأخيرة، إذ استجاب إيلون ماسك لمطالب الحكومة التركية بإزالة مجموعة من التغريدات والحسابات التي كانت تعارض الرئيس رجب طيل أردوغان. 

ماسك في وقتها برر الأمر بأنه خطوة للمحافظة على المنصة وإبعادها عن الحظر في تركيا، ولكن هذا الأمر لم يكن يثير مخاوف دورسي على الإطلاق في الماضي، إذ ترك الأخير “تويتر” لتصبح بمثابة منبر إعلامي سياسي لمن لا منبر له. 

أخيرا، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان الآن، هو حول مستقبل “تويتر” السياسي، وما إذا كانت المنصة ستظل المنبر العالمي للدفاع عن حقوق الإنسان كما كانت أم لا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات