استمع إلى المقال

تقرير صدر في منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر هذا العام، عن منظمة الصحة العالمية، جاء فيه، أن ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص على مستوى العالم يعانون من إعاقة بصرية جزئية أو كاملة.

التأثير السلبي للإعاقات البصرية على حياة الناس متعددة. فقد يعاني الأطفال المصابون بضعف الرؤية المبكرة في كثير من الأحيان من تأخر في النمو الحركي واللغوي والعاطفي والاجتماعي، وقد يواجهون صعوبة في مجال التعليم. فيما يتمتع البالغون بفرص أكبر للإصابة بالقلق والاكتئاب، ويميلون أكثر إلى العزلة الاجتماعية.

 دور التكنولوجيا في الرعاية الصحية

 في السنوات الأخيرة شهدنا توجه الكثير من الشركات حول العالم للاستعانة بحلول التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية، وكيف بإمكانها عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة، من تطبيقات تعتمد على الذكاء الصنعي والتعلم الآلي وابتكار أدوات ومعدات طبية متطورة، لجعل حياة المرضى بشكل عام وذوي الإعاقة البصرية على وجه الخصوص، أسهل وأكثر أمانا وأكثر استقلالية.

قد يهمك : كيف يتعامل ذوي الاحتياجات الخاصة مع مواقع التواصل الاجتماعي وما الأدوات التي تسهّل عليهم ذلك؟

هناك الكثير من التطبيقات والبرمجيات والتقنيات التي تساعد ذوي الإعاقات البصرية وضعاف البصر على تجاوز الكثير من المعوقات في حياتهم اليومية، فدعونا نتعرف على بعض هذه التقنيات.

النظارات الذكية

  • نظارة “Eyedaptic”

تعتمد شركة “Eyedaptic” في تطوير نظارتها الذكية على تقنية الذكاء الصنعي والواقع المعزز وإنترنت الأشياء. ومن ميزات هذه النظارة، التكبير التلقائي، وتحسين التباين. مع الاعتماد على برنامج الرؤية التكيفية، وهذا ما يساعد في توفير حياة أكثر إنتاجية لأولئك الذين يعانون من مرض فقدان البصر المركزي، وهو مرض يمنع المصاب من القراءة ومشاهدة التلفزيون والتعرف على وجوه الناس، لكن لا يعيق حركته.

  • نظارة “Envision”

مثال آخر عن شركات تقدم نظارات ذكية مدعومة بتقنية الذكاء الصنعي هي شركة “Envision” مع قائمة مميزات، منها تحويل النص إلى كلام، ومكالمات الفيديو إلى وصف المشهد في الوقت الفعلي والتعرف على الوجوه وغير ذلك من الميزات التي تساعد المصابين بالتكيف مع البيئة المحيطة.

  • نظارة “OrCam”

مطورو شركة “OrCam” قاموا بتقديم حلول لتطوير النظارات العادية إلى نظارات ذكية، وذلك من خلال كاميرا لاسلكية صغيرة تتصل بذراع أي نظارات بمغناطيس. يمكن لمرتديها النقر على شريط اللمس في الكاميرا لالتقاط صورة لما هو أمامهم. ستقوم الكاميرا بعد ذلك بفك تشفير الصورة وإيصال المعلومات بشكل مسموع من خلال مكبر صوت يقع فوق أذن من يرتديها. يمكن لهذه التقنية تحديد الكثير من الأشياء، مثل المال ولافتات الشوارع وحتى الوجوه.

العصا الذكية من “WeWALK”

تم تجهيز هذه العصا “WeWALK” الذكية بأجهزة استشعار ومعالجات مدعومة بتقنيات حديثة، لتساعد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية بالتنقل بشكل أفضل في طرقات المدن. فهي تقوم بالتعرف على العقبات وإبلاغ مستخدمها، وذلك عن طريق التزامن مع الهاتف الذكي للمصاب، مما يساعد من الاستفادة في التنقل باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”، وإرسال الصوت والوصف في الوقت الفعلي للأماكن والأشياء التي يمر بها الشخص. 

يمكن للشخص الذي يستخدم العصا تحديد وجهته قبل مغادرة المنزل والحصول على التوجيهات الصوتية أثناء المشي، وتقوم العصا بإخطار الشخص بأنه، على سبيل المثال يمر بجانب محطة الحافلات المطلوبة.

حلول المنزل الذكي

تساعد أنظمة المنزل الذكي المزوّدة بالتحكم الصوتي بمساعدة “المساعد الذكي” الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على القيام بمهامهم المنزلية اليومية بشكل أسهل منها.

  • التحكم في أنظمة التبريد والتدفئة
  • قفل وفتح الأبواب والنوافذ
  • تحكم في الأجهزة الكهربائية مثل: التلفاز والمكانس والأجهزة المنزلية الأخرى
  • إخطار المستخدم عن الأحداث التي تجري في منازله.

قد يهمك: رفاهية المنازل الذكية: إلى أي مدى نحتاجها وما الثمن الذي ندفعه مقابلها؟

وبإمكان “المساعد الذكي” أيضا إدارة الجدول الزمني للشخص، ومعرفة المستلزمات اليومية، وتشغيل الموسيقى، وإجراء المكالمات الهاتفية، وإرسال الرسائل وغيرها من المهام الروتينية.

البرمجيات

مهمة هذه البرمجيات هي مساعدة ضعاف البصر أو ذوي الإعاقة البصرية على التكيف والإلمام بمحيطهم، وذلك من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية أو الأجهزة الأخرى القابلة للارتداء، تعمل بعض التطبيقات بمساعدة أشخاص متطوعين، لمساعدة المصاب بالتعرف على ما يتم عرضه من خلال كاميرا الهاتف، وهناك تطبيقات أخرى تقوم بتحويل النص المعروض على الشاشة إلى شكل يشعر به الشخص ضعيف البصر، باللمس أو السمع أو مزيج من الاثنين معا. تعتمد مساعِدات القراءة على الذكاء الصنعي في عملية التحويل هذه.

  • قارئات الشاشة

قارئات الشاشة، تطبيقات تقوم بتحويل أي نص على شاشات الأجهزة سواء كمبيوتر أو جهاز لوحي أو هاتف إلى كلام مسموع، يدعم الكثير من اللغات منها اللغة العربية، لدى تشغيل قارئ الشاشة لن تؤدي عملية لمس الشاشة إلا لقراءة العنصر الذي تم لمسه، وفي حال أراد المستخدم تفعيل أي عنصر على الشاشة، فإنه يقوم بلمس العنصر مرة واحدة لتحديده، ثم يقوم بلمس الشاشة مرتين بسرعة حتى يتم تنشيط ذلك العنصر. لقد تحدثنا بشكل تفصيلي عن هذه التطبيقات في مادة سابقة بعنوان “كيف يتعامل ذوي الاحتياجات الخاصة مع مواقع التواصل الاجتماعي وما الأدوات التي تسهّل عليهم ذلك.

في مجال التطبيقات ومدى نجاعتها في مساعدة ضعاف البصر وذوي الإعاقات البصرية، وضّح لنا ريزان صالح إيبو من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يعمل كناشط اجتماعي في قضايا أصحاب الاحتياجات الخاصة، في حديث خاص لموقع ” إكسڤار” عن بعض التطبيقات وإيجابياتها وسلبياتها بالنسبة لهذه الفئة من المجتمع.

  • تطبيق “Seeing AI”
تطبيق “Seeing AI”

هو تطبيق هاتف مجاني من “مايكروسوفت“، تم إصداره منذ عام 2017، ويعتمد على الذكاء الصنعي لوصف الأشياء التي يتم عرضها لدى توجيه كاميرا الهاتف باتجاهها، ويوصف ريزان إيبو هذا التطبيق بالجيد، فهو يقوم بعملية توصيف جيدة جدا، وبنسبة خطأ مقبولة، ويدعم العديد من اللغات ومنها العربية، ولكن بالرغم من أن هذا التطبيق يقوم بوصف عددٍ لا بأس به من الأشياء مثل النصوص والأشخاص والنقود، ولكن يبقى محدود المهام، فهناك الكثير من الأشياء التي لا يتعرف عليها، بالإضافة لا بد من تثبيت الكاميرا نحو الهدف المراد تعريفه، وهو لا يدعم الأجهزة العاملة بنظام أندرويد.

  • تطبيق “Envision”
تطبيق “Envision”

 إيبو، ذكر تطبيقا آخر يعمل بالاعتماد على الذكاء الصنعي وباستخدام كاميرا الهاتف وهو تطبيق “Envision” للهواتف الذكية للمساعدة في قراءة وفهم وتحليل المَشاهد والبيئة المحيطة بالمستخدم، وبالتالي نقل هذه المعلومات إلى المستخدم بشكل أفضل. كما يساعد في التسوق في المحلات التجارية، والتنقل بوسائل النقل العامة، والتعرف على أصدقائهم.

 إيبو أضاف أيضا، بأن هذا التطبيق أفضل من التطبيق السابق، فقاعدة بياناته واستخداماته أكثر شمولية، وهو يدعم كِلا النظامين “الأندرويد” و “IOS”.

  • تطبيق كن عيني “Be My Eyes”

 ريزان صالح إيبو أثنى على التطبيق بشكل كبير، وأكد بأنه يعتمد على هذا التطبيق في حياته اليومية بشكل أساسي.

آلية عمل تطبيق “Be My Eyes” ليست كالتطبيقات السابقة، فالتطبيق يضم أشخاصا من ذوي الإعاقة البصرية وضعاف البصر وبالإضافة للمتطوعين المبصرين، وذلك لتوصيل المساعدة للطرف الآخر، وذلك من خلال مكالمات الفيديو المباشرة، وقيام المتطوعين بتزويد المستخدمين بالمساعدة البصرية وشرح ما يتم مشاهدته بشكل مباشر.

وفكرة التطبيق واضحة من اسمه، فهو فعليا تطبيق دردشة، ولكن بين ذوي الإعاقة البصرية والمتطوعين لمساعدتهم في بعض الأمور، ويتم اختيار المتطوع وفقا للغة والمنطقة الزمنية، ففي حالة استجابة أول متطوع لطلب المساعدة، فإنه يتصل بالمستخدم المحدد، ويستقبل اتصال فيديو حي من خلال الكاميرا الخلفية للهاتف الذكي لذلك المستخدم، وبالتالي القيام بمساعدة المستخدم وحل المهمة معا من خلال الاتصال الصوتي.

 إيبو يضيف قائلا، من ميزات هذا التطبيق إنه مجاني بالكامل، ويدعم كلا النظامين للهواتف، كما يدعم الكثير من اللغات حول العالم، وكل ما يحتاجه التطبيق هو مجرد الاتصال بالإنترنت والتواصل مع أي شخص من المتطوعين، بالإضافة إلى أنه لا يوجد مدة زمنية محددة للاتصال، وأضاف إيبو أيضاً بأنه قام بصيانة كمبيوتره الخاص أكثر من مرة بمساعدة هذا التطبيق وبفضل المتطوعين الموجودين فيه، لذا هو ومجموعة من الأصدقاء يقومون دائما بحملات توعوية وتشجيعية لزيادة المتطوعين في قاعدة بيانات هذا التطبيق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.