ما هو المعجون الحراري للمعالج؟ ولماذا هو مهم؟

استمع إلى المقال
|
قد تكون عملية تجميع جهاز كمبيوتر جديد مهمة شاقة، لكن في الوقت نفسه، يمكن أن تكون تجربة مثيرة للغاية. وعلى أي حال، يتوجب عليك التحلي بالصبر وعدم التسرع في العملية، فهناك العديد من العوامل التي يجب أخذها بالاعتبار لتجنب الأخطاء الطفيفة التي قد تتسبب في أضرار جسيمة لمكونات الأجهزة باهظة الثمن.
وأحد مكونات الكمبيوتر التي تتطلب عناية فائقة هي تركيب وحدة المعالجة المركزية – والمكون الرئيسي لهذا التثبيت هو المعجون الحراري “thermal paste” وهو من النقاط الهامة التي لا يجب تجاهلها على الإطلاق عند التخطيط لبناء وتجميع جهاز كمبيوتر جديد، فما هو المعجون الحراري، ولماذا هو مهم لهذه الدرجة، وما هي أنواعه والفرق بينهما. والأهم من ذلك هو كيفية وضع معجون التبريد على المعالج نظرًا لأن التطبيق الصحيح للمعجون الحراري يعد جزءًا مهمًا لضمان عمل وحدة المعالجة المركزية الخاصة بكَ بشكل صحيح.
وبناءً على ذلك، ليس من المهم فقط معرفة كيفية عمل، المعجون الحراري، ولكن أيضًا معرفة خطوات تطبيقه أو وضعه بالشكل والطريقة الصحيحة على وحدة المعالجة المركزية لجهازك. وفي حالة إذا لم تكن متأكدًا من طريقة وضع هذا المعجون على المعالج، فستمنحك هذه السطور أدناه ملخّصًا لكل ما تحتاج إلى معرفته.
المعجون الحراري والذي يعرف أيضًا باسم الشحم الحراري هو مادة يتم وضعها تحديدًا بين المعالج والمشتت الحراري، ويتمثل دوره الرئيسي في نقل الحرارة بعيدًا عن سطح وحدة المعالجة المركزية إلى المشتت الحراري، ليقوم المشتت الحراري بدوره بطرد الحرارة بعيدًا عن الجهاز. الأمر الذي يحافظ على برودة وحدة المعالجة المركزية.
ويمكن شراء أنابيب صغيرة من المعجون الحراري من المتاجر الإلكترونية . كما أن بعض المشتتات الحرارية لوحدة المعالجة المركزية تأتي مزوّدة بمعجون حراري مُطبَّق مسبقًا.
تحدثنا بهذا الصدد إلى الأستاذ “عمرو حسن” أحد خبراء صيانة أجهزة الكمبيوتر، والذي أشار بأن الحاجة إلى المعجون الحراري تكون في ثلاث حالات :
وأضاف حسن أيضًا بأنه يجب تغيير المعجون الحراري لجهاز الكمبيوتر الخاص بك بشكل دوري خلال فترة ما بين ثلاثة أشهر إلى سنة، وذلك بناءً على درجة حرارة الجو، فإذا كنت تعيش في منطقة مرتفعة الحرارة، فسيكون من الأفضل تغيير المعجون الحراري لجهازك كل ثلاثة أشهر، بينما إذا كانت درجة حرارة الجو معتدلة فيمكن تغييره كل سنة كحد أقصى.
ومن أجل معرفة كيفية عمل المعجون الحراري بشكل صحيح، يتوجب علينا أولًا الإطلاع على بعض المصطلحات التي سنستخدمها.
نظرًا لأن وحدة المعالجة المركزية بمثابة “العقل” في جهاز الكمبيوتر وتنفذ حجمًا كبيرًا من العمليات في الثانية، يؤدي ذلك إلى سخونة المعالج ووصول درجات الحرارة إلى 100 درجة مئوية وربما أكثر، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في اختناق المعالج، وبذلك تعطّل الكمبيوتر أو تعرضه إلى ما يُعرف باسم “تهنيج الكمبيوتر” حتى تقوم بإيقاف تشغيله. وإذا استمر الأمر لفترة طويلة، فقد يتبعه مشكلة كبيرة في تلف أحد مكونات جهازك.
وهنا يأتي دور المبرد الذي يعد مكونًا ضروريًا يجب توصيله بالمعالج لأنه يحافظ على درجات حرارة وحدة المعالجة المركزية تحت السيطرة. وبالرغم من أن القاعدة المعدنية لمبرد وحدة المعالجة المركزية و IHS الخاصة بوحدة المعالجة المركزية تبدو سلسة للعين المجردة، إلا أن هذه الصفائح المعدنية تحوي عيوب مجهرية يمكن أن تؤدي إلى ضعف نقل الحرارة. ولن يكون الاتصال بين هاتين المادتين هو الأمثل، بسبب عيوب المعادن التي يمكن أن تسبب احتباس فقاعات الهواء الدقيقة بينهما.
وهنا يأتي دور المعجون الحراري الذي يملأ فجوات الهواء، مما يسمح بنقل الحرارة بشكل أكثر كفاءة. وبالتالي، فإن وظيفة المعجون الحراري ليس تبريد المعالج ،ولكن وظيفته الأساسية هي نقل الحرارة من المعالج إلى المبرد.
قد يبدو اختيار أفضل معجون حراري أمرًا بسيطًا، ولكن وجود عددٍ من الخيارات يمكن أن تحوّل هذا الأمر الذي يبدو سهلاً إلى مهمة تستغرق وقتًا طويلاً. وقد تم تصميم المعجون الحراري لهدف أساسي يكمن في نقل الحرارة من وحدة المعالجة المركزية إلى المبرد، وبالتالي يمكن أن يكون للمعجون الحراري الجيد تأثير إيجابي على أداء الكمبيوتر، لأنه سيسمح بنقل المزيد من الحرارة إلى المبرد،الأمر الذي شأنه جعل المعالج باردًا. ويُعد اختيار أفضل معجون حراري أمرًا مهمًا أيضًا خصوصًا إذا كنت تخطط لرفع تردد تشغيل جهازك إلى أقصى حد.
وهناك ستة أنواع مختلفة من المعاجين الحرارية، وكلها تختلف عندما يتعلق الأمر بالتوصيل الحراري، والتوصيل الكهربائي، والكثافة، والسعر.
أحد أكثر أنواع المعاجين الحرارية شيوعًا وأقدمها، وفي الغالب يحتوي على الفضة والألمنيوم، لأن كلا هذين المعدنين موصلين بارزين للحرارة. ويعتبر هذا النوع هو الأفضل لنقل درجة الحرارة، ولذلك فهو مناسب للغاية لأجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب أو التي تستهلك موارد أكبر.
من أكثر الأنواع تكلفة نظرًا لأنه يحتوي على خلائط معدنية نادرة مثل الغاليوم والذي يعتبر مثالي للغاية عندما يتعلق الأمر بنقل الحرارة بشكل أسرع ثماني مرات من جميع أنواع المعاجين الحرارية الأخرى. ولهذا السبب، يمكن استخدامه في أجهزة الكمبيوتر ومنصات الألعاب.
يعتبر هذا النوع من المعجون الحراري هو الأكثر شيوعًا وهو متوفّر ومُستخدَم على نطاق واسع.
تحتوي هذه النوعية على ألياف كربونية صغيرة وتشبه تمامًا عجينة السيراميك الحرارية عندما يتعلق الأمر بالتوصيل فهي تتمتع بخواص كهربائية وكذلك حرارية ممتازة، مما يحسّن من نقل الحرارة وهو حقًا أكثر كفاءة نظرًا لوجود ألياف الكربون الصغيرة.
الماس فعّال خمس مرات في نقل الحرارة من الفضة، وسيجعل هذا المعجون الحراري المعتمد على الكربون الماسي معجونًا فائق الفعالية لنقل الحرارة ،لأنه يحتوي على مسحوق الماس.
تتمتع هذه النوعية بكثافة جيدة تساعدها على الانتشار بالتساوي دون تسريب، مما يجعلها سهلة الاستخدام، بالإضافة إلى أن لديها قيمة توصيل حراري ممتازة مما يجعلها مناسبة لنقل الحرارة.
أوضح خبير صيانة أجهزة الكمبيوتر الأستاذ “عمرو حسن” لموقع إكسڤار عن بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار قبل البدء في استخدام المعجون الحراري وهي كالآتي:
يفضل الذهاب بجهاز الكمبيوتر الخاص بك إلى أقرب محل صيانة خصوصًا إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية، حيث ذكر خبير صيانة أجهزة الكمبيوتر أثناء حديثنا معه بأن العديد من المستخدمين قد خسروا أجهزتهم أثناء وضع المعجون الحراري على المعالج.
وفي حالة إذا كنت ترى بأن لديك الخبرة الكافية للقيام بهذه العملية، فيمكنك البدء الآن في تطبيق الخطوات أدناه خطوة تلو الأخرى إلى أن تنتهي تمامًا، لكنك ستكون المسؤول الأول عند حدوث أي مشكلة.
اقرأ أيضًا: 6 مؤشرات تنذر بوجود مشكلة في ذاكرة الوصول العشوائي “رام”
المعجون الحراري غير مطلوب لتشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بك. على الرغم من ذلك، أنه مفيد للغاية ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهله للحد من ارتفاع درجة حرارة المعالج. وعلى هذا النحو، يتوجب عليك دائمًا تغيير المعجون الحراري لجهازك، واستخدام أفضل الأنواع المتاحة في السوق.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.